(
وما هو على الغيب بضنين ( 24 )
وما هو بقول شيطان رجيم ( 25 )
فأين تذهبون ( 26 )
إن هو إلا ذكر للعالمين ( 27 )
لمن شاء منكم أن يستقيم ( 28 )
وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ( 29 ) )
( وما هو ) يعني
محمدا - صلى الله عليه وسلم - (
على الغيب ) أي الوحي ، وخبر السماء وما اطلع عليه مما كان غائبا عنه من الأنباء والقصص ، ( بضنين ) قرأ
أهل مكة والبصرة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بالظاء أي بمتهم ، يقال : فلان يظن بمال ويزن أي يتهم به : والظنة : التهمة ، وقرأ الآخرون بالضاد أي يبخل ، يقول إنه يأتيه علم الغيب فلا يبخل به عليكم بل يعلمكم ويخبركم به ، ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ما عنده حتى يأخذ عليه حلوانا ، تقول العرب : ضننت بالشيء بكسر النون أضن به ضنا وضنانة فأنا به ضنين أي بخيل . ( وما هو ) يعني القرآن (
بقول شيطان رجيم ) قال
الكلبي : يقول إن القرآن ليس بشعر ولا كهانة كما قالت قريش . (
فأين تذهبون ) أي أين تعدلون عن هذا القرآن ، وفيه الشفاء والبيان ؟ قال
الزجاج : أي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بينت لكم . ثم بين فقال : ( إن هو ) أي ما القرآن (
إلا ذكر للعالمين ) موعظة للخلق أجمعين . (
لمن شاء منكم أن يستقيم ) أي يتبع الحق ويقيم عليه . (
وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله ، وفيه إعلام أن أحدا لا يعمل خيرا إلا بتوفيق الله ولا شرا إلا بخذلانه .