(
وإذا مروا بهم يتغامزون ( 30 )
وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ( 31 )
وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون ( 32 )
وما أرسلوا عليهم حافظين ( 33 )
فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ( 34 )
على الأرائك ينظرون ( 35 ) )
(
وإذا مروا بهم ) يعني من فقراء المؤمنين بالكفار ( يتغامزون ) والغمز الإشارة بالجفن والحاجب ، أي يشيرون إليهم بالأعين استهزاء .
( وإذا انقلبوا ) يعني الكفار (
إلى أهلهم انقلبوا فكهين ) معجبين بما هم فيه يتفكهون بذكرهم .
(
وإذا رأوهم ) رأوا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (
قالوا إن هؤلاء لضالون ) يأتون
محمدا - صلى الله عليه وسلم - يرون أنهم على شيء .
(
وما أرسلوا ) يعني المشركين ( عليهم ) يعني على المؤمنين ( حافظين ) أعمالهم ، أي لم يوكلوا بحفظ أعمالهم .
( فاليوم ) يعني في الآخرة (
الذين آمنوا من الكفار يضحكون ) قال
أبو صالح : وذلك أنه يفتح للكفار في النار أبوابها ، ويقال لهم : اخرجوا ، فإذا رأوها مفتوحة أقبلوا إليها ليخرجوا ، والمؤمنون ينظرون إليهم فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم ، يفعل ذلك بهم مرارا والمؤمنون يضحكون .
وقال
كعب : بين الجنة والنار كوى ، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو له ، كان في الدنيا ، اطلع عليه من تلك الكوى ، كما قال : "
فاطلع فرآه في سواء الجحيم " ( الصافات - 55 ) فإذا اطلعوا من الجنة إلى أعدائهم وهم يعذبون في النار ضحكوا ، فذلك قوله - عز وجل - : "
فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون " (
على الأرائك ) [ من الدر والياقوت ] ( ينظرون ) إليهم في النار .