[ ص: 412 ] [ ص: 413 ] [ ص: 414 ] [ ص: 415 ] سورة الفجر
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
والفجر ( 1 )
وليال عشر ( 2 )
والشفع والوتر ( 3 ) )
(
والفجر ) أقسم الله - عز وجل - بالفجر ، روى
أبو صالح عن
ابن عباس قال : هو انفجار الصبح كل يوم وهو قول
عكرمة ، وقال
عطية عنه : صلاة الفجر . وقال
قتادة : هو فجر أول يوم من المحرم ، تنفجر منه السنة . وقال
الضحاك : فجر ذي الحجة لأنه [ قرنت ] به الليالي العشر .
(
( وليال عشر ) روي عن
ابن عباس : أنها العشر الأول من ذي الحجة . وهو قول
مجاهد ،
وقتادة ،
والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
والكلبي .
وقال
أبوروق عن
الضحاك : هي العشر [ الأواخر ] من شهر رمضان .
وروى
أبوظبيان عن
ابن عباس قال : هي العشر [ الأوائل ] من شهر رمضان .
وقال يمان بن رباب : هي العشر الأول من المحرم التي عاشرها يوم عاشوراء .
(
والشفع والوتر ) قرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : " الوتر " بكسر الواو ، وقرأ الآخرون بفتحها ،
[ ص: 416 ] واختلفوا في الشفع والوتر . قيل : " الشفع : الخلق ، قال الله تعالى : "
وخلقناكم أزواجا " و " الوتر " هو الله - عز وجل - . روي ذلك عن [
ابن مسعود وعن ]
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، وهو قول
عطية العوفي .
وقال
مجاهد ومسروق : " الشفع " الخلق كله ، كما قال الله تعالى : "
ومن كل شيء خلقنا زوجين " ( الذاريات - 49 ) الكفر والإيمان ، والهدى والضلالة ، والسعادة والشقاوة ، والليل والنهار ، والسماء والأرض ، والبر والبحر ، والشمس والقمر ، والجن والإنس ، والوتر هو الله - عز وجل - ، قال الله تعالى : "
قل هو الله أحد " ( الإخلاص - 1 ) .
قال
الحسن وابن زيد : " الشفع والوتر " الخلق كله ، منه شفع ، ومنه وتر .
وروى
قتادة عن
الحسن قال : هو العدد منه شفع ومنه وتر . وقال
قتادة : هما الصلوات منها شفع ومنها وتر . وروى ذلك عن
عمران بن حصين مرفوعا ، وروى
عطية عن
ابن عباس : الشفع صلاة الغداة ، والوتر صلاة المغرب .
وعن
عبد اللهبن الزبير قال : " الشفع " يوم النفر الأول ، و " الوتر " يوم النفر الأخير . روي أن رجلا سأله عن الشفع والوتر والليالي العشر ؟ فقال : أما الشفع والوتر : فقول الله - عز وجل - : "
فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه " ( البقرة - 203 ) فهما الشفع والوتر ، وأما الليالي العشر : فالثمان وعرفة والنحر .
وقال
مقاتل بن حيان : " الشفع " الأيام والليالي ، و " الوتر " اليوم الذي لا ليلة بعده وهو يوم القيامة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل : " الشفع " درجات الجنة لأنها ثمان ، و " الوتر " دركات النار لأنها سبع ، كأنه أقسم بالجنة والنار .
وسئل
أبوبكر الوراق عن الشفع والوتر فقال : " الشفع " تضاد [ أخلاق ] المخلوقين من العز والذل ، والقدرة والعجز ، والقوة والضعف ، والعلم والجهل ، والبصر والعمى ، و " الوتر " انفراد صفات الله عز بلا ذل ، وقدرة بلا عجز ، وقوة بلا ضعف ، وعلم بلا جهل ، وحياة بلا ممات .