[ ص: 417 ] (
والليل إذا يسر ( 4 )
هل في ذلك قسم لذي حجر ( 5 )
ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( 6 )
إرم ذات العماد ( 7 ) )
(
( والليل إذا يسر ) أي إذا سار وذهب كما قال تعالى "
والليل إذ أدبر " ( المدثر - 33 ) وقال
قتادة : إذا جاء وأقبل ، وأراد كل ليلة .
وقال
مجاهد وعكرمة والكلبي : هي ليلة
المزدلفة .
قرأ
أهل الحجاز ، والبصرة : " يسري " بالياء في الوصل ، ويقف
ابن كثير ويعقوب بالياء أيضا ، والباقون يحذفونها في الحالين ، فمن حذف فلوفاق رءوس الآي ، ومن أثبت فلأنها لام الفعل ، والفعل لا يحذف منه في الوقف ، نحو قوله : هو يقضي وأنا أقضي . وسئل الأخفش عن العلة في سقوط الياء ؟ فقال : الليل لا يسري ، ولكن يسرى فيه ، فهو مصروف ، فلما صرفه بخسه حقه من الإعراب ، كقوله : "
وما كانت أمك بغيا " ولم يقل : " بغية " لأنها صرفت من باغية .
(
هل في ذلك ) أي فيما ذكرت ( قسم ) أي : مقنع ومكتفى في القسم (
لذي حجر ) لذي عقل سمي بذلك لأنه يحجر صاحبه عما لا يحل ولا ينبغي ، [ كما يسمى عقلا لأنه يعقله عن القبائح ، ونهى لأنه ينهى عما لا ينبغي ] وأصل " الحجر " المنع : وجواب القسم قوله : "
إن ربك لبالمرصاد " واعترض بين القسم وجوابه قوله - عز وجل - : ( ألم تر ) قال الفراء : ألم تخبر ؟ وقال
الزجاج : ألم تعلم ؟ ومعناه التعجب . (
كيف فعل ربك بعاد إرم ) يخوف
أهل مكة ، يعني : كيف أهلكهم ، وهم كانوا أطول أعمارا وأشد قوة من هؤلاء . واختلفوا في إرم ذات العماد ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : "
إرم ذات العماد "
دمشق ، وبه قال
عكرمة .
وقال القرظي هي
الإسكندرية ، وقال
مجاهد : هي أمة . وقيل : معناها : القديمة .
وقال
قتادة ،
ومقاتل : هم قبيلة من
عاد قال
مقاتل : كان فيهم الملك ، وكانوا [ بمهرة ] وكان عاد أباهم ، فنسبهم إليه ، وهو
إرم بن عاد بن إرم بن سام بن نوح .
[ ص: 418 ]
وقال
محمد بن إسحاق : هو جد عاد ، وهو
عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح .
وقال
الكلبي : " إرم " هو الذي يجتمع إليه نسب
عاد وثمود وأهل الجزيرة ، كان يقال :
عاد إرم ،
وثمود إرم ، فأهلك الله
عادا ثم
ثمود ، وبقي
أهل السواد والجزيرة ، وكانوا أهل عمد وخيام وماشية سيارة في الربيع ، فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم ، وكانوا أهل جنان وزروع ، ومنازلهم
بوادي القرى ، وهي التي يقول الله فيها :