[ ص: 448 ] (
الذي يؤتي ماله يتزكى ( 18 ) )
(
الذي يؤتي ماله ) يعطي ماله ( يتزكى ) يطلب أن يكون عند الله زاكيا لا رياء ولا سمعة ، يعني
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق ، في قول الجميع .
قال
ابن الزبير : كان
أبو بكر يبتاع الضعفة فيعتقهم ، فقال أبوه : أي بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك ؟ قال : منع ظهري أريد ، فنزل : "
وسيجنبها الأتقى " ، إلى آخر السورة .
وذكر
محمد بن إسحاق قال : كان
بلال لبعض
بني جمح وهو
بلال بن رباح واسم أمه
حمامة ، وكان صادق الإسلام طاهر القلب ، وكان
أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره
ببطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول له : لا تزال هكذا حتى تموت ، أو تكفر
بمحمد ، فيقول وهو في ذلك البلاء : أحد أحد .
وقال
محمد بن إسحاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه قال : مر به
أبو بكر يوما وهم يصنعون به ذلك ، وكانت دار
أبي بكر في
بني جمح ، فقال
لأمية ألا تتقي الله تعالى في هذا المسكين ؟ قال : أنت أفسدته فأنقذه مما ترى ، قال
أبو بكر : أفعل! عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى ، على دينك ، أعطيك ؟ قال : قد فعلت
فأعطاه أبو بكر غلامه وأخذه فأعتقه ، ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر ست [ رقاب ] ، بلال سابعهم ،
عامر بن فهيرة شهد بدرا وأحدا ، وقتل يوم
بئر معونة شهيدا ،
وأم عميس ،
وزنيرة فأصيب بصرها حين أعتقها ، فقالت
قريش : ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى [ فقالت : كذبوا وبيت الله ما تضر اللات والعزى ] ، وما تنفعان فرد الله إليها بصرها ، وأعتق
النهدية وابنتها ، وكانتا لامرأة من
بني عبد الدار فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما تحطبان لها وهي تقول والله لا أعتقكما أبدا . فقال
أبو بكر : خلا يا أم فلان ، فقالت : خلا أنت أفسدتهما فأعتقهما ، قال [
أبو بكر - رضي الله عنه - ] فبكم ؟ قالت : بكذا وكذا ، قال : قد أخذتهما وهما حرتان ، ومر بجارية
بني المؤمل وهي تعذب فابتاعها فأعتقها .
[ ص: 449 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : بلغني أن
أمية بن خلف قال
لأبي بكر في
بلال حين قال : أتبيعه ؟ قال : نعم أبيعه بنسطاس عبد
لأبي بكر ، صاحب عشرة آلاف دينار ، وغلمان وجوار ومواش ، وكان مشركا حمله
أبو بكر على الإسلام على أن يكون ماله له ، فأبى فأبغضه
أبو بكر ، فلما قال له
أمية أبيعه بغلامك نسطاس اغتنمه وباعه منه ، فقال المشركون : ما فعل ذلك
أبو بكر ببلال إلا ليد كانت
لبلال عنده فأنزل الله :