[ ص: 493 ] [ ص: 494 ] [ ص: 495 ] سورة البينة
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ( 1 )
رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ( 2 )
فيها كتب قيمة ( 3 ) )
(
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) وهم
اليهود والنصارى ، ( والمشركين ) وهم عبدة الأوثان ، (
منفكين ) [ منتهين عن كفرهم وشركهم ، وقال أهل اللغة ] : زائلين منفصلين ، يقال : فككت الشيء فانفك ، أي : انفصل ، (
حتى تأتيهم البينة ) لفظه مستقبل ومعناه الماضي ، أي : حتى أتتهم البينة ، الحجة الواضحة ، يعني :
محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، أتاهم بالقرآن فبين لهم [ ضلالاتهم ] وجهالتهم ودعاهم إلى الإيمان . فهذه الآية فيمن آمن من الفريقين ، أخبر أنهم لم ينتهوا عن الكفر حتى أتاهم الرسول فدعاهم إلى الإيمان فآمنوا فأنقذهم الله من الجهل والضلالة . ثم فسر البينة فقال : (
رسول من الله يتلو ) يقرأ ( صحفا ) كتبا ، يريد ما يتضمنه الصحف من المكتوب فيها ، وهو
القرآن ; لأنه كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن [ الكتاب ] ، قوله : ( مطهرة ) من الباطل والكذب والزور . ( فيها ) أي في الصحف ، ( كتب ) يعني الآيات والأحكام المكتوبة فيها ، ( قيمة ) عادلة مستقيمة غير ذات عوج .