[ ص: 578 ] [ ص: 579 ] [ ص: 580 ] [ ص: 581 ] سورة المسد
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
تبت يدا أبي لهب وتب ( 1 ) )
(
تبت يدا أبي لهب وتب ) أخبرنا
أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا
أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أخبرنا
حاجب بن أحمد الطوسي ، حدثنا
محمد بن حماد ، حدثنا
أبو معاوية عن
الأعمش ، عن
عمرو بن مرة ، عن
سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815977صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم على الصفا فقال : يا صباحاه ، قال : فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا له : مالك ؟ قال : أرأيتم لو أخبرتكم أن مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبا لك ، ألهذا دعوتنا جميعا ؟ فأنزل الله - عز وجل - : " تبت يدا أبي لهب وتب " إلى آخرها .
قوله : (
تبت ) أي : خابت وخسرت يدا
أبي لهب ، [ أي هو ] ، أخبر عن يديه ، والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله .
وقيل : " اليد " صلة ، كما يقال : يد الدهر ويد الرزايا والبلايا .
وقيل : المراد بها ماله وملكه ، يقال : فلان قليل ذات اليد ، يعنون به المال ، و " التباب " : الخسار والهلاك .
وأبو لهب : هو ابن عبد المطلب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه
عبد العزى . قال
مقاتل : كني
بأبي لهب لحسنه وإشراق وجهه .
[ ص: 582 ]
وقرأ
ابن كثير "
أبي لهب " ساكنة الهاء ، وهي مثل : نهر ونهر . واتفقوا في " ذات لهب " أنها مفتوحة الهاء لوفاق الفواصل .
(
وتب )
أبو لهب ، وقرأ عبد الله : وقد تب . قال الفراء : الأول دعاء ، والثاني خبر ، كما يقال : أهلكه الله ، وقد فعل .