(
وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ( 132 ) )
( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ( 133 ) )
(
وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ) لكي ترحموا .
( وسارعوا ) قرأ
أهل المدينة والشام سارعوا بلا واو ، ( إلى مغفرة من ربكم ) أي بادروا وسابقوا إلى الأعمال التي توجب المغفرة .
[ ص: 104 ]
قال
ابن عباس رضي الله عنهما : إلى الإسلام ، وروي عنه : إلى التوبة ، وبه قال
عكرمة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إلى أداء الفرائض ، وقال
أبو العالية : إلى الهجرة ، وقال
الضحاك : إلى الجهاد ، وقال
مقاتل : إلى الأعمال الصالحة . روي عن
أنس بن مالك أنها التكبيرة الأولى .
( وجنة ) أي وإلى جنة (
عرضها السماوات والأرض ) أي : عرضها كعرض السماوات والأرض ، كما قال في سورة الحديد : "
وجنة عرضها كعرض السماء والأرض " ( سورة الحديد - 21 ) أي : سعتها ، وإنما ذكر العرض على المبالغة لأن طول كل شيء في الأغلب أكثر من عرضه يقول : هذه صفة عرضها فكيف طولها؟ قال
الزهري : إنما وصف عرضها فأما طولها فلا يعلمه إلا الله ، وهذا على التمثيل لا أنها كالسماوات والأرض لا غير ، معناه : كعرض السماوات السبع والأرضين السبع عند ظنكم كقوله تعالى : "
خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض " ( سورة هود - 107 ) يعني : عند ظنكم وإلا فهما زائلتان ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب أن ناسا من اليهود سألوا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وعنده أصحابه رضي الله عنهم وقالوا : أرأيتم قوله (
وجنة عرضها السماوات والأرض ) فأين النار؟ فقال عمر : أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار ، وإذا جاء النهار أين يكون الليل؟ فقالوا : إنه لمثلها في التوراة ومعناه أنه حيث يشاء الله .
فإن قيل : قد قال الله تعالى : "
وفي السماء رزقكم وما توعدون " ( سورة الذاريات - 22 ) وأراد بالذي وعدنا : الجنة فإذا كانت الجنة في السماء فكيف يكون عرضها السماوات والأرض؟ وقيل : إن باب الجنة في السماء وعرضها السماوات والأرض كما أخبر ، وسئل
أنس بن مالك رضي الله عنه عن الجنة : أفي السماء أم في الأرض؟ فقال : وأي أرض وسماء تسع الجنة؟ قيل : فأين هي؟ قال : فوق السماوات السبع تحت العرش . وقال
قتادة : كانوا يرون أن الجنة فوق السماوات السبع وأن جهنم تحت الأرضين السبع (
أعدت للمتقين ) .