[ ص: 142 ] (
ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير ( 180 ) )
(
ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم ) أي : ولا يحسبن الباخلون البخل خيرا لهم ، ( بل هو ) يعني : البخل ، (
شر لهم سيطوقون ) أي : سوف يطوقون (
ما بخلوا به يوم القيامة ) يعني : يجعل ما منعه من الزكاة حية تطوق في عنقه يوم القيامة تنهشه من فوقه إلى قدمه وهذا قول
ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبي وائل nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله المديني ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=11920هاشم بن القاسم ، أخبرنا
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح السمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814309قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ، ثم يقول : أنا مالك ، أنا كنزك ، ثم تلا ( ولا يحسبن الذين يبخلون ) الآية " .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
عمرو بن حفص بن غياث ، أنا أبي ، أنا
الأعمش ، عن
المعرور بن سويد ، عن
أبي ذر رضي الله عنه قال : انتهيت إليه يعني : النبي صلى الله عليه وسلم قال . "
nindex.php?page=hadith&LINKID=814310والذي نفسي بيده ، أو والذي لا إله غيره ، أو كما حلف ما من رجل يكون له إبل أو بقر أو غنم لا يؤدي حقها إلا أتي بها يوم القيامة أعظم ما يكون وأسمنه تطؤه بأخفافها وتنطحه بقرونها كلما جازت أخراها ردت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي : معنى الآية يجعل يوم القيامة في أعناقهم طوقا من النار قال
مجاهد : يكلفون يوم القيامة أن يأتوا بما بخلوا به في الدنيا من أموالهم .
وروى
عطية عن
ابن عباس : أن هذه الآية نزلت في أحبار
اليهود الذين كتموا صفة
محمد صلى الله عليه وسلم
[ ص: 143 ] ونبوته وأراد بالبخل كتمان العلم كما قال في سورة النساء "
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله " ( النساء - 37 ) .
ومعنى قوله "
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة " أي : يحملون وزره وإثمه كقوله تعالى : "
وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم " ( الأنعام - 31 ) .
(
ولله ميراث السماوات والأرض ) يعني : أنه الباقي الدائم بعد فناء خلقه وزوال أملاكهم فيموتون ويرثهم نظيره ، قوله تعالى : "
إنا نحن نرث الأرض ومن عليها " ( مريم - 40 (
والله بما تعملون خبير ) قرأ أهل
البصرة ومكة يعملون بالياء وقرأ الآخرون بالتاء .