(
وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ( 4 ) )
(
وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ) قال
الكلبي ومجاهد : هذا الخطاب للأولياء ، وذلك أن ولي المرأة
[ ص: 163 ] كان إذا زوجها فإن كانت معهم في العشيرة لم يعطها من مهرها قليلا ولا كثيرا ، وإن كان زوجها غريبا حملوها إليه على بعير ولم يعطوها من مهرها غير ذلك . فنهاهم الله عن ذلك وأمرهم أن يدفعوا الحق إلى أهله .
[ قال
الحضرمي : كان أولياء النساء يعطي هذا أخته على أن يعطيه الآخر أخته ، ولا مهر بينهما ، فنهوا عن ذلك وأمروا
بتسمية المهر في العقد . أخبرنا
أبو الحسن السرخسي ، أنا
زاهر بن أحمد أنا
أبو إسحاق الهاشمي ، أنا
أبو مصعب ، عن
مالك عن
نافع ، عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=814332أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " نهى عن الشغار " . والشغار : أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوج الرجل الآخر ابنته ، وليس بينهما صداق "
وقال الآخرون : الخطاب للأزواج أمروا بإيتاء نسائهم الصداق ، وهذا أصح ، لأن الخطاب فيما قبل مع الناكحين ، والصدقات : المهور ، واحدها صدقة ( نحلة ) قال
قتادة : فريضة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : فريضة مسماة ، قال
أبو عبيدة : ولا تكون النحلة إلا مسماة معلومة ، وقال
الكلبي : عطية وهبة ، وقال
أبو عبيدة : عن طيب نفس ] ، وقال
الزجاج : تدينا .
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
عبد الله بن يوسف ، أخبرنا
الليث ، حدثني
يزيد بن أبي حبيب ، عن
أبي الخير ، عن
عقبة بن عامر ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814333قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج " .
(
فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا ) يعني : فإن طابت نفوسهن بشيء من ذلك فوهبن منكم ، فنقل الفعل من النفوس إلى أصحابها فخرجت النفس مفسرا ، فلذلك وحد النفس ، كما قال الله تعالى : "
وضاق بهم ذرعا " ( هود - 77 ) ( العنكبوت - 33 ) " وقري عينا " ( مريم - 26 ) وقيل : لفظها واحد ومعناها جمع ، (
فكلوه هنيئا مريئا ) سائغا طيبا ، يقال هنأ في الطعام يهنأ بفتح النون في الماضي وكسرها في الباقي ، وقيل : الهنأ : الطيب المساغ الذي لا ينغصه شيء ، والمريء : المحمود العاقبة التام
[ ص: 164 ] الهضم الذي لا يضر ، قرأ
أبو جعفر ( هنيا مريا ) بتشديد الياء فيهما من غير همز ، وكذلك " بري " ، " وبريون " ، " وبريا " " وكهية " والآخرون يهمزونها .