[ ص: 184 ] (
إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ( 17 ) )
قوله تعالى : (
إنما التوبة على الله ) قال
الحسن : يعني التوبة التي يقبلها ، فيكون على بمعنى عند ، وقيل : من الله ، (
للذين يعملون السوء بجهالة ) قال
قتادة : أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن كل ما عصي به الله فهو جهالة عمدا كان أو لم يكن ، وكل من عصى الله فهو جاهل . وقال
مجاهد : المراد من الآية : العمد ، قال
الكلبي : لم يجهل أنه ذنب لكنه جهل عقوبته ، وقيل : معنى الجهالة : اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية .
(
ثم يتوبون من قريب ) قيل : معناه قبل أن يحيط السوء بحسناته فيحبطها ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي والكلبي : القريب : أن يتوب في صحته قبل مرض موته ، وقال
عكرمة : قبل الموت ، وقال
الضحاك : قبل معاينة ملك الموت .
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا
عبد الرحمن بن أبي شريح أنا
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، أنا
علي بن الجعد ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13030ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن
مكحول ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير ، عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814347 " إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " .
وأخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا
أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، أنا
أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، أنا
حميد بن زنجويه ، أنا
أبو الأسود ، أنا
ابن لهيعة ، عن
دراج ، عن
أبي الهيثم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814348 " إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب : وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا أزال أغفر لهم ما استغفروني " .
[ ص: 185 ]
قوله تعالى : (
فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ) .