(
ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ( 30 )
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ( 31 ) )
( ومن يفعل ذلك ) يعني : ما سبق ذكره من المحرمات ، ( عدوانا وظلما ) فالعدوان مجاوزة
[ ص: 201 ] الحد ، والظلم وضع الشيء في غير موضعه ، ( فسوف نصليه ) ندخله في الآخرة ، ( نارا ) يصلى فيها ، (
وكان ذلك على الله يسيرا ) هينا .
قوله تعالى : (
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ) اختلفوا في الكبائر التي جعل الله اجتنابها تكفيرا للصغائر : أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
محمد بن مقاتل ، أنا
النضر ، أخبرنا
شعبة ، أنا
فراس ، قال : سمعت
الشعبي عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814370 " الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس " .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
مسدد ، أنا
بشر بن المفضل ، أنا
الجريري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814371 " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ " ثلاثا قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " الإشراك بالله عز وجل ، وعقوق الوالدين ، وجلس وكان متكئا فقال : ألا وقول الزور ألا وقول الزور ، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت " .
أخبرنا
أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا
أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، أنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، أنا
أحمد بن محمد بن عيسى البرتي ، أنا
محمد بن كثير ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
الأعمش ومنصور ، وواصل الأحدب عن
أبي وائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=12171عمرو بن شرحبيل عن
عبد الله رضي الله عنهما قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814372قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم عند الله؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك ، قلت : ثم أي؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك ، قلت : ثم أي؟ قال : أن تزاني حليلة جارك " ، فأنزل الله تعالى تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ) الآية . [ ص: 202 ]
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
عبد العزيز بن عبد الله ، حدثني
سليمان ، عن
ثور بن زيد ، عن
أبي الغيث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814373 " اجتنبوا السبع الموبقات : ، قالوا : يا رسول الله وما هن؟ قال : " الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أكبر الكبائر : الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أنا
عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنا
أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، أنا
علي بن الجعد ، أنا
شعبة ، عن
سعيد بن إبراهيم ، قال : سمعت
حميد بن عبد الرحمن يحدث عن
عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814374 " من الكبائر أن يسب الرجل والديه ، قالوا : وكيف يسب الرجل والديه؟ قال : يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه " .
وعن
سعيد بن جبير : أن رجلا سأل
ابن عباس رضي الله عنهما عن الكبائر : أسبع هي؟ قال : هن إلى السبعمائة أقرب إلا أنه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار ، وقال : كل شيء عصي الله به فهو كبيرة ، فمن عمل شيئا منها فليستغفر فإن الله لا يخلد في النار من هذه الأمة إلا راجعا عن الإسلام أو جاحدا فريضة أو مكذبا بقدر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : ما نهى الله تعالى عنه في هذه السورة إلى قوله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " فهو كبيرة .
وقال
علي بن أبي طلحة : هي كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب .
[ ص: 203 ]
وقال
الضحاك : ما أوعد الله عليه حدا في الدنيا أو عذابا في الآخرة .
وقال
الحسن بن الفضل : ما سماه الله في القرآن كبيرا أو عظيما نحو قوله تعالى : "
إنه كان حوبا كبيرا " ( النساء - 2 ) ، "
إن قتلهم كان خطئا كبيرا " ( الإسراء - 31 ) ، "
إن الشرك لظلم عظيم " ( لقمان - 13 ) ، "
إن كيدكن عظيم " ( يوسف - 28 ) "
سبحانك هذا بهتان عظيم " ( النور - 16 ) "
إن ذلكم كان عند الله عظيما " ( الأحزاب - 53 ) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري :
الكبائر ما كان فيه المظالم بينك وبين العباد ، والصغائر ما كان بينك وبين الله تعالى ، لأن الله كريم يعفو ، واحتج بما أخبرنا الشيخ
أبو القاسم عبد الله بن علي الكرماني ، أنا
أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ، أنا
أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد ، أنا
الحسين بن داؤد البلخي ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، أنا
حميد الطويل ، عن
أنس بن مالك رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ينادي مناد من بطنان العرش يوم القيامة : يا أمة محمد إن الله عز وجل قد عفا عنكم جميعا المؤمنين والمؤمنات ، تواهبوا المظالم وادخلوا الجنة برحمتي " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول : الكبائر ذنوب أهل البدع ، والسيئات ذنوب أهل السنة .
وقيل : الكبائر ذنوب العمد ، والسيئات الخطأ والنسيان وما أكره عليه ، وحديث النفس المرفوع عن هذه الأمة .
وقيل : الكبائر ذنوب المستحلين مثل ذنب إبليس ، والصغائر ذنوب المستغفرين مثل ذنب
آدم عليه السلام .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الكبائر ما نهى الله عنه من الذنوب الكبائر ، والسيئات مقدماتها وتوابعها مما يجتمع فيه الصالح والفاسق ، مثل النظرة واللمسة والقبلة وأشباهها . قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814376 " العينان تزنيان ، واليدان تزنيان ، والرجلان تزنيان ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه " .
وقيل : الكبائر ما يستحقره العباد ، والصغائر ما يستعظمونه فيخافون مواقعته ، كما أخبرنا
عبد الواحد [ ص: 204 ] المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
أبو الوليد ، أنا
مهدي بن غيلان ، عن
أنس قال : إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر ، إن كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات .
وقيل : الكبائر الشرك وما يؤدي إليه ، وما دون الشرك فهو السيئات ، قال الله تعالى : "
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ( النساء - 48 ، 116 ) .
وقوله تعالى : (
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ) أي : من الصلاة إلى الصلاة ومن الجمعة إلى الجمعة ومن رمضان إلى رمضان .
أخبرنا
إسماعيل بن عبد القاهر ، أنا
عبد الغافر بن محمد ، أنا
محمد بن عيسى الجلودي ، أنا
إبراهيم بن محمد بن سفيان ، أنا
مسلم بن الحجاج ، حدثني
هارون بن سعيد الأيلي أنا
ابن وهب عن
أبي صخر أن
عمر بن إسحاق مولى زائدة حدثه عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814377 " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر " .
قوله تعالى : (
وندخلكم مدخلا كريما ) أي : حسنا وهو الجنة ، قرأ
أهل المدينة ( مدخلا ) بفتح الميم هاهنا وفي الحج ، وهو موضع الدخول ، وقرأ الباقون بالضم على المصدر بمعنى الإدخال .