(
واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور ( 7 )
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ( 8 )
وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم ( 9 ) )
قوله تعالى : ( واذكروا نعمة الله عليكم ) يعني النعم كلها ، (
وميثاقه الذي واثقكم به ) عهده الذي عاهدكم به أيها المؤمنون ، (
إذ قلتم سمعنا وأطعنا ) وذلك حين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فيما أحبوا وكرهوا ، وهو قول أكثر المفسرين ، وقال
مجاهد ومقاتل : يعني الميثاق الذي أخذ عليهم حين أخرجهم من صلب
آدم عليه السلام ، (
واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور ) بما في القلوب من خير وشر .
[ ص: 27 ]
قوله تعالى : (
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ) أي : كونوا قائمين بالعدل [ قوالين ] بالصدق ، أمرهم بالعدل والصدق في أفعالهم وأقوالهم ، ( ولا يجرمنكم ) ولا يحملنكم ، (
شنآن قوم ) بغض قوم ، (
على ألا تعدلوا ) أي : على ترك العدل فيهم لعداوتهم . ثم قال : ( اعدلوا ) يعني : في أوليائكم وأعدائكم ، (
هو أقرب للتقوى ) يعني : إلى التقوى ، (
واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )
(
وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم ) وهذا في موضع النصب؛ لأن فعل الوعد واقع على المغفرة ، ورفعها على تقدير أي : وقال لهم مغفرة وأجر عظيم .