(
يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير ( 19 )
وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ( 20 ) )
(
يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا )
محمد صلى الله عليه وسلم ، (
يبين لكم ) أعلام الهدى وشرائع الدين ، (
على فترة من الرسل ) أي انقطاع من الرسل .
واختلفوا في مدة
الفترة بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ، قال
أبو عثمان النهدي : ستمائة سنة ، وقال
قتادة : خمسمائة وستون سنة ، وقال
معمر والكلبي ، خمسمائة وأربعون سنة وسميت فترة لأن الرسل كانت تترى بعد
موسى عليه السلام من غير انقطاع إلى زمن
عيسى عليه السلام ، ولم يكن بعد عيسى عليه السلام سوى رسولنا صلى الله عليه وسلم . ( أن تقولوا ) كيلا تقولوا ، ( ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير )
[ ص: 35 ] قوله عز وجل : ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء ) [ أي : منكم أنبياء ] ( وجعلكم ملوكا ) قال
ابن عباس رضي الله عنهما : يعني أصحاب خدم وحشم ، قال
قتادة : كانوا أول من ملك الخدم ولم يكن لمن قبلهم خدم . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" كان بنو إسرائيل إذا كان لأحدهم خادم وامرأة ودابة يكتب ملكا " .
وقال
أبو عبد الرحمن الحبلي : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ، وسأله رجل فقال : ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له
عبد الله : ألك امرأة تأوي إليها؟ قال : نعم . قال : ألك مسكن تسكنه؟ قال : نعم ، قال : فأنت من الأغنياء ، قال : فإن لي خادما ، قال : فأنت من الملوك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : وجعلكم ملوكا أحرارا تملكون أمر أنفسكم بعدما كنتم في أيدي القبط يستعبدونكم ، قال
الضحاك : كانت منازلهم واسعة فيها مياه جارية فمن كان مسكنه واسعا وفيه ماء جار فهو ملك (
وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ) يعني عالمي زمانكم ، قال
مجاهد : يعني المن والسلوى والحجر وتظليل الغمام .