(
وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون ( 49 )
أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ( 50 ) )
قوله عز وجل : ) (
وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) قال
ابن عباس رضي الله عنهما : قال
كعب بن [ أسد ]
وعبد الله بن [ صوريا ]
وشاس بن قيس من رؤساء
اليهود بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى
محمد لعلنا نفتنه عن دينه ، فأتوه فقالوا يا
محمد قد عرفت أنا أحبار
اليهود وأشرافهم وأنا إن اتبعناك لم يخالفنا
اليهود ، وإن بيننا وبين الناس خصومات فنحاكمهم إليك فاقض لنا عليهم نؤمن بك ، ويتبعنا غيرنا ، ولم يكن قصدهم الإيمان ، وإنما كان قصدهم التلبيس ودعوته إلى الميل في الحكم فأنزل الله عز وجل الآية . ) ( فإن تولوا ) أي : أعرضوا عن الإيمان والحكم بالقرآن ، (
فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ) أي : فاعلم أن إعراضهم من أجل أن الله يريد أن يعجل لهم العقوبة في الدنيا ببعض ذنوبهم ، (
وإن كثيرا من الناس ) يعني
اليهود ، ) ( لفاسقون )
[ ص: 67 ]
(
أفحكم الجاهلية يبغون )
قرأ ابن عامر " تبغون " بالتاء وقرأ الآخرون بالياء ، أي : يطلبون (
ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) .