(
قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ( 77 )
لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ( 78 ) )
(
قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ) أي : لا تتجاوزوا الحد ، والغلو والتقصير كل واحد منهما مذموم في الدين ، وقوله : (
غير الحق ) أي : في دينكم المخالف للحق ، وذلك أنهم خالفوا الحق في دينهم ، ثم غلوا فيه بالإصرار عليه ، (
ولا تتبعوا أهواء قوم ) والأهواء جمع الهوى وهو ما تدعو إليه شهوة النفس (
قد ضلوا من قبل ) يعني : رؤساء الضلالة من فريقي
اليهود والنصارى ، والخطاب للذين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم نهوا عن اتباع أسلافهم فيما ابتدعوه بأهوائهم (
وأضلوا كثيرا ) يعني : من اتبعهم [ على أهوائهم ] (
وضلوا عن سواء السبيل ) عن قصد الطريق ، أي : بالإضلال ، فالضلال الأول من الضلالة ، والثاني بإضلال من اتبعهم .
قوله تعالى :
( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود ) يعني : أهل أيلة لما اعتدوا
[ ص: 84 ] في السبت ، وقال
داود عليه السلام : اللهم العنهم واجعلهم آية فمسخوا قردة (
وعيسى ابن مريم ) أي : على لسان
عيسى عليه السلام ، يعني : كفار أصحاب المائدة ، لما لم يؤمنوا ، قال
عيسى : اللهم العنهم واجعلهم آية فمسخوا خنازير (
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )
(
كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ) [ أي : لا ينهى بعضهم بعضا ] (
لبئس ما كانوا يفعلون )
أخبرنا
أبو سعيد الشريحي أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13968أبو إسحاق الثعلبي أنا
الحسن محمد بن الحسين أنا
أحمد بن محمد بن إسحاق أنا
أبو يعلى الموصلي أنا
وهب بن بقية أنا
خالد - يعني ابن عبد الله الواسطي عن
العلاء بن المسيب عن
عمرو بن مرة عن
أبي عبيدة عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=814568كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل منهم الخطيئة نهاه الناهي تعذيرا فإذا كان من الغد جالسه وآكله وشاربه كأنه لم يره على الخطيئة بالأمس ، فلما رأى الله تبارك وتعالى ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ، وجعل منهم القردة والخنازير ، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم عليهما السلام ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم " .