(
وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ( 85 )
وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ( 86 )
ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ( 87 )
ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ( 88 )
أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ( 89 ) )
(
وزكريا ) وهو
زكريا بن آذن ، (
ويحيى ) وهو ابنه ، (
وعيسى ) وهو ابن
مريم بنت عمران ،
( وإلياس ) اختلفوا فيه ، قال
ابن مسعود : هو
إدريس ، وله اسمان مثل
يعقوب وإسرائيل ، والصحيح أنه غيره ، لأن الله تعالى ذكره في ولد
نوح ،
وإدريس جد أبي
نوح وهو
إلياس ياسين بن فنحاص بن عيزار بن هارون بن عمران (
كل من الصالحين )
(
وإسماعيل ) وهو ولد
إبراهيم ، (
واليسع ) وهو ابن
أخطوب بن العجوز ، وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " واليسع " بتشديد اللام وسكون الياء هنا وفي " ص " ، (
ويونس ) وهو
يونس بن متى ، (
ولوطا ) وهو
لوط بن هاران ابن أخي
إبراهيم ، (
وكلا فضلنا على العالمين ) أي : عالمي زمانهم .
(
ومن آبائهم ) " من " فيه للتبعيض ، لأن آباء بعضهم كانوا مشركين ، (
وذرياتهم ) أي : ومن ذرياتهم . وأراد به ذرية بعضهم : لأن
عيسى ويحيى لم يكن لهما ولد ، وكان في ذرية بعضهم من كان
[ ص: 166 ] كافرا ، (
وإخوانهم واجتبيناهم ) اخترناهم واصطفيناهم ، (
وهديناهم ) أرشدناهم ، (
إلى صراط مستقيم )
(
ذلك هدى الله ) دين الله ، (
يهدي به ) يرشد به ، (
من يشاء من عباده ولو أشركوا ) أي : هؤلاء الذين سميناهم ، (
لحبط ) لبطل وذهب ، (
عنهم ما كانوا يعملون )
(
أولئك الذين آتيناهم الكتاب ) أي : الكتب المنزلة عليهم ، ( والحكم ) يعني : العلم والفقه ، (
والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء ) الكفار يعني : أهل مكة ، (
فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ) يعني :
الأنصار وأهل المدينة ، قاله
ابن عباس ومجاهد ، وقال
قتادة : فإن يكفر بها هؤلاء الكفار فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ، يعني : الأنبياء الثمانية عشر الذين ذكرهم الله هاهنا ، وقال
أبو رجاء العطاردي : معناه فإن يكفر بها أهل الأرض فقد وكلنا بها أهل السماء ، وهم الملائكة ، ليسوا بها بكافرين .