[ ص: 285 ] (
إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ( 152 )
والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ( 153 )
ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ( 154 ) )
قوله تعالى : (
إن الذين اتخذوا العجل ) أي : اتخذوه إلها (
سينالهم غضب من ربهم ) في الآخرة (
وذلة في الحياة الدنيا ) قال
أبو العالية : هو ما أمروا به من قتل أنفسهم . وقال
عطية العوفي : "
إن الذين اتخذوا العجل " أراد
اليهود الذين كانوا في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - عيرهم بصنيع آبائهم فنسبه إليهم (
سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا ) أراد ما أصاب
بني قريظة والنضير من القتل والجلاء .
وقال
ابن عباس رضي الله عنهما : هو الجزية ، (
وكذلك نجزي المفترين ) الكاذبين ، قال
أبو قلابة هو - والله - جزاء كل مفتر إلى يوم القيامة أن يذله الله . قال
سفيان بن عيينة : هذا في كل مبتدع إلى يوم القيامة .
قوله تبارك وتعالى : (
ولما سكت ) أي : سكن ، (
عن موسى الغضب أخذ الألواح ) التي كان ألقاها وقد ذهبت ستة أسباعها (
وفي نسختها ) اختلفوا فيه ، قيل : أراد بها الألواح ، لأنها نسخت من اللوح المحفوظ .
وقيل : إن
موسى لما ألقى الألواح تكسرت فنسخ منها نسخة أخرى فهو المراد من قوله : (
وفي نسختها )
وقيل : أراد : وفيما نسخ منها . وقال
عطاء : فيما بقي منها . وقال
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار : لما ألقى
موسى الألواح فتكسرت صام أربعين يوما فردت عليه في لوحين فكان فيه ، (
هدى ورحمة ) أي : هدى من الضلالة ورحمة من العذاب ، (
للذين هم لربهم يرهبون ) أي : للخائفين من ربهم ، واللام في ( لربهم ) زيادة توكيد ، كقوله : ( ردف لكم ) النمل - 72 ، وقال
[ ص: 286 ] الكسائي : لما تقدمت قبل الفعل حسنت ، كقوله : ( للرؤيا تعبرون ) يوسف - 43 ، وقال
قطرب : أراد من ربهم يرهبون . وقيل : أراد راهبون . وقيل : أراد راهبون لربهم .