[ ص: 24 ] (
الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون ( 20 )
يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ( 21 )
خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم ( 22 )
يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ( 23 ) .
قوله تعالى : (
الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة ) فضيلة ، (
عند الله ) من الذين افتخروا بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام . (
وأولئك هم الفائزون ) الناجون من النار .
(
يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء ) قال
مجاهد : هذه الآية متصلة بما قبلها ، نزلت في قصة العباس وطلحة وامتناعهما من الهجرة .
وقال
الكلبي عن
أبي صالح عن
ابن عباس : قال : لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالهجرة إلى
المدينة ، فمنهم من يتعلق به أهله وولده ، يقولون : ننشدك بالله أن لا تضيعنا . فيرق لهم فيقيم عليهم ويدع الهجرة ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية .
وقال
مقاتل : نزلت في التسعة الذين ارتدوا عن الإسلام ولحقوا
بمكة ، فنهى الله عن ولايتهم ، فأنزل الله : (
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء ) بطانة وأصدقاء فتفشون إليهم أسراركم وتؤثرون المقام معهم على الهجرة ، (
إن استحبوا ) اختاروا (
الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم )
[ ص: 25 ] فيطلعهم على عورة المسلمين ويؤثر المقام معهم على الهجرة والجهاد ، (
فأولئك هم الظالمون ) وكان في ذلك الوقت لا يقبل الإيمان إلا من مهاجر ، فهذا معنى قوله : (
فأولئك هم الظالمون ) .