[ ص: 117 ] [ ص: 118 ] [ ص: 119 ] [ سورة يونس ]
سورة يونس عليه الصلاة والسلام مكية إلا ثلاث آيات من قوله : (
فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ) إلى آخرها . بسم الله الرحمن الرحيم
(
الر تلك آيات الكتاب الحكيم ( 1 ) .
( الر ) و " المر " قرأ
أهل الحجاز والشام وحفص : بفتح الراء فيهما . وقرأ الآخرون : بالإمالة . قال
ابن عباس والضحاك : " الر " أنا الله أرى ، و " المر " أنا الله أعلم وأرى .
وقال
سعيد بن جبير " الر " و " حم " و " ن " حروف اسم الرحمن ، وقد سبق الكلام في حروف التهجي .
( تلك آيات الكتاب الحكيم ) أي : هذه ، وأراد بالكتاب الحكيم القرآن . وقيل : أراد بها الآيات التي أنزلها من قبل ذلك ، ولذلك قال : " تلك " ، وتلك إشارة إلى غائب مؤنث ، والحكيم : المحكم بالحلال والحرام ، والحدود والأحكام ، فعيل بمعنى مفعل ، بدليل قوله : "
كتاب أحكمت آياته " ( هود - 1 ) .
وقيل : هو بمعنى الحاكم ، فعيل بمعنى فاعل ، دليله قوله عز وجل : "
وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس " ( البقرة - 213 ) .
وقيل : هو بمعنى المحكوم ، فعيل بمعنى المفعول . قال
الحسن : حكم فيه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وبالنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ، وحكم فيه بالجنة لمن أطاعه وبالنار لمن عصاه .