[ ص: 136 ] (
وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ( 46 )
ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ( 47 )
ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ( 48 )
قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ( 49 )
قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون ( 50 ) .
قوله تعالى : (
وإما نرينك ) يا
محمد ، (
بعض الذي نعدهم ) في حياتك من العذاب ، ( أو نتوفينك ) قبل تعذيبهم ، (
فإلينا مرجعهم ) في الآخرة ، (
ثم الله شهيد على ما يفعلون ) فيجزيهم به ، " ثم " بمعنى الواو ، تقديره : والله شهيد . قال
مجاهد : فكان البعض الذي أراه قتلهم ببدر ، وسائر أنواع العذاب بعد موتهم .
قوله عز وجل : (
ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم ) وكذبوه ، (
قضي بينهم بالقسط ) أي عذبوا في الدنيا وأهلكوا بالعذاب ، يعني : قبل مجيء الرسول ، لا ثواب ولا عقاب . وقال
مجاهد ومقاتل : فإذا جاء رسولهم الذي أرسل إليهم يوم القيامة قضي بينه وبينهم بالقسط ، (
وهم لا يظلمون ) لا يعذبون بغير ذنب ولا يؤاخذون بغير حجة ولا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم .
( ويقولون ) أي : ويقول المشركون : (
متى هذا الوعد ) الذي تعدنا يا
محمد من العذاب . وقيل : قيام الساعة ، (
إن كنتم صادقين ) أنت يا
محمد وأتباعك .
(
قل لا أملك لنفسي ) لا أقدر لها على شيء ، (
ضرا ولا نفعا ) أي : دفع ضر ولا جلب نفع ، (
إلا ما شاء الله ) أن أملكه ، (
لكل أمة أجل ) مدة مضروبة ، (
إذا جاء أجلهم ) وقت فناء أعمارهم ، (
فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) أي : لا يتأخرون ولا يتقدمون .
قوله تعالى : ( قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا ) ليلا (
أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون ) أي : ماذا يستعجل من الله المشركون . وقيل : ماذا يستعجل من العذاب المجرمون ، وقد وقعوا فيه؟ وحقيقة المعنى : أنهم كانوا يستعجلون العذاب ، فيقولون : "
اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " ( الأنفال - 32 ) . فيقول الله تعالى : (
ماذا يستعجل ) يعني : أيش يعلم
[ ص: 137 ] المجرمون ماذا يستعجلون ويطلبون ، كالرجل يقول لغيره وقد فعل قبيحا ماذا جنيت على نفسك .