[ ص: 142 ] (
ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم ( 65 )
ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ( 66 )
هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ( 67 )
قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون ( 68 )
قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ( 69 ) .
( ولا يحزنك قولهم ) يعني : قول المشركين ، تم الكلام هاهنا ثم ابتدأ ، فقال : (
إن العزة لله ) يعني الغلبة والقدرة لله ( جميعا ) هو ناصرك ، وناصر دينك ، والمنتقم منهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب :
إن العزة لله جميعا يعني : أن الله يعز من يشاء ، كما قال في آية أخرى : "
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " ( المنافقون - 8 ) ، وعزة الرسول والمؤمنين بالله فهي كلها لله .
(
هو السميع العليم ) .
(
( ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ) هو استفهام معناه : وأي شيء يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء؟
وقيل : وما يتبعون حقيقة ، لأنهم يعبدونها على ظن أنهم شركاء فيشفعون لنا ، وليس على ما يظنون . (
إن يتبعون إلا الظن ) يظنون أنها تقربهم إلى الله تعالى ، (
وإن هم إلا يخرصون ) يكذبون .
(
هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ) مضيئا يبصر فيه ، كقولهم : ليل نائم وعيشة راضية . قال
قطرب : تقول العرب : أظلم الليل وأضاء النهار وأبصر ، أي : صار ذا ظلمة وضياء وبصر ، (
إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ) سمع الاعتبار أنه مما لا يقدر عليه إلا عالم قادر .
( قالوا ) يعني : المشركين ، (
اتخذ الله ولدا ) وهو قولهم الملائكة بنات الله ، (
سبحانه هو الغني ) عن خلقه ، (
له ما في السماوات وما في الأرض ) عبيدا وملكا ، (
إن عندكم ) ما عندكم ، (
من سلطان ) حجة وبرهان ، و " من " صلة .
(
قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ) لا ينجون ، وقيل : لا يبقون في الدنيا ولكن :