[ ص: 145 ] (
وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ( 79 )
فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون ( 80 )
فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ( 81 )
ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ( 82 )
فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين ( 83 ) .
(
وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم )
(
فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون ) (
فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر ) قرأ
أبو عمرو وأبو جعفر : " آلسحر " بالمد على الاستفهام ، وقرأ الآخرون بلا مد ، يدل عليه قراءة
ابن مسعود " ما جئتم به سحر " بغير الألف واللام . (
إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) .
(
ويحق الله الحق بكلماته ) بآياته ، (
ولو كره المجرمون ) .
(
فما آمن لموسى ) لم يصدق
موسى مع ما آتاهم به من الآيات ، (
إلا ذرية من قومه ) اختلفوا في الهاء التي في " قومه " ، قيل : هي راجعة إلى
موسى ، وأراد بهم مؤمني
بني إسرائيل الذين كانوا
بمصر وخرجوا معه . قال
مجاهد : كانوا أولاد الذين أرسل إليهم
موسى من
بني إسرائيل ، هلك الآباء وبقي الأبناء .
وقال الآخرون : الهاء راجعة إلى
فرعون . روى
عطية عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال : هم ناس يسير من
قوم فرعون آمنوا ، منهم امرأة
فرعون ، ومؤمن
آل فرعون ، وخازن
فرعون ، وامرأة خازنه ، وماشطته ، وعن
ابن عباس رواية أخرى : أنهم كانوا سبعين ألف بيت من القبط من
آل فرعون ، وأمهاتهم من
بني إسرائيل فجعل الرجل يتبع أمه وأخواله .
وقيل : هم قوم نجوا من قتل
فرعون ، وذلك أن
فرعون لما أمر بقتل أبناء
بني إسرائيل كانت المرأة من
بني إسرائيل إذا ولدت ابنا وهبته لقبطية خوفا من القتل ، فنشئوا عند
القبط ، وأسلموا في اليوم الذي غلبت السحرة .
قال
الفراء : سموا ذرية ؛ لأن آباءهم كانوا من القبط وأمهاتهم من
بني إسرائيل ، كما يقال لأولاد
أهل فارس الذين سقطوا إلى
اليمن : الأبناء ، لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم .
[ ص: 146 ] (
على خوف من فرعون وملئهم ) قيل : أراد
بفرعون آل فرعون ، أي : على خوف من
آل فرعون وملئهم ، كما قال : "
واسأل القرية " ( يوسف - 82 ) أي : أهل القرية . وقيل : إنما قال : " وملئهم "
وفرعون واحد ؛ لأن الملك إذا ذكر يفهم منه هو وأصحابه ، كما يقال : قدم الخليفة ؛ يراد هو ومن معه . وقيل : أراد ملأ الذرية ، فإن ملأهم كانوا من
قوم فرعون . (
أن يفتنهم ) أي : يصرفهم عن دينهم ولم يقل يفتنوهم لأنه أخبر عن
فرعون وكان قومه على مثل ما كان عليه
فرعون ، (
وإن فرعون لعال ) لمتكبر ، (
في الأرض وإنه لمن المسرفين ) المجاوزين الحد ، لأنه كان عبدا فادعى الربوبية .