(
إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير ( 4 )
ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور ( 5 ) .
قوله تعالى : ( ألا إنهم يثنون صدورهم ) قال
ابن عباس : نزلت في
الأخنس بن شريق وكان رجلا حلو الكلام حلو المنظر ، يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحب ، وينطوي بقلبه على ما يكره .
قوله : "
يثنون صدورهم " أي : يخفون ما في صدورهم من الشحناء والعداوة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد : نزلت في بعض المنافقين كان إذا مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثنى صدره وظهره ، وطأطأ رأسه ، وغطى وجهه كي لا يراه النبي صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 161 ] وقال
قتادة : كانوا يحنون صدورهم كي لا يسمعوا كتاب الله تعالى ولا ذكره .
وقيل : كان الرجل من الكفار يدخل بيته ويرخي ستره ويحني ظهره ويتغشى بثوبه . ويقول : هل يعلم الله ما في قلبي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : يثنون أي : يعرضون بقلوبهم ، من قولهم : ثنيت عناني . وقيل : يعطفون ، ومنه : ثني الثوب .
وقرأ
ابن عباس : " يثنوني " على وزن " يحلولي " جعل الفعل للمصدر ، ومعناه المبالغة في الثني .
(
ليستخفوا منه ) أي : من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال
مجاهد : ليستخفوا من الله إن استطاعوا ، (
ألا حين يستغشون ثيابهم ) يغطون رؤوسهم بثيابهم ، (
يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور ) قال
الأزهري : معنى الآية من أولها إلى آخرها : إن الذين أضمروا عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخفى علينا حالهم .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا
محمد بن يوسف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، حدثنا
الحسن بن محمد بن صباح ، حدثنا
حجاج قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16984محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع
ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ : (
ألا إنهم يثنون صدورهم ) فقال : سألته عنها قال : كان أناس يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء ، وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء ، فنزل ذلك فيهم .