[ ص: 169 ] (
الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ( 19 ) . (
أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ( 20 )
أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ( 21 )
لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون ( 22 ) .
( الذين يصدون عن سبيل الله ) يمنعون عن دين الله ، (
ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ) .
(
أولئك لم يكونوا معجزين ) قال
ابن عباس : سابقين . قال
قتادة : هاربين . وقال
مقاتل : فائتين . (
في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء ) يعني أنصارا وأعوانا يحفظونهم من عذابنا ، (
يضاعف لهم العذاب ) أي : يزاد في عذابهم . قيل : يضاعف العذاب عليهم لإضلالهم الغير واقتداء الأتباع بهم .
(
ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ) قال
قتادة : صم عن سماع الحق فلا يسمعونه ، وما كانوا يبصرون الهدى . قال
ابن عباس رضي الله عنهما : أخبر الله عز وجل أنه حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا قال : " ما كانوا يستطيعون السمع " وهو طاعته ، وفي الآخرة قال : " فلا يستطيعون " ، خاشعة أبصارهم .
(
أولئك الذين خسروا أنفسهم ) غبنوا أنفسهم ، ( وضل عنهم ما كانوا يفترون ) يزعمون من شفاعة الملائكة والأصنام .
( لا جرم ) أي : حقا . وقيل : بلى . وقال
الفراء : لا محالة ، (
أنهم في الآخرة هم الأخسرون ) يعني : من غيرهم ، وإن كان الكل في الخسار .