[ ص: 170 ] (
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ( 23 )
مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون ( 24 )
ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين ( 25 )
أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم 26 ) .
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا ) قال
ابن عباس : خافوا . قال
قتادة : أنابوا . وقال
مجاهد : اطمأنوا . وقيل : خشعوا . وقوله : ( إلى ربهم ) أي : لربهم . (
أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) .
(
مثل الفريقين ) المؤمن والكافر ، (
كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا ) قال
الفراء : لم يقل هل يستوون ، لأن الأعمى والأصم في حيز كأنهما واحد ؛ لأنهما من وصف الكافر ، والبصير والسميع في حيز كأنهما واحد ، لأنهما من وصف المؤمن ، ( أفلا تذكرون ) أي تتعظون .
قوله تعالى : (
ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين ) قرأ
ابن كثير وأبو
عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ويعقوب " أني " بفتح الهمزة أي : بأني ، وقرأ الباقون بكسرها ، أي : فقال إني ، لأن في الإرسال معنى القول : إني لكم نذير مبين .
(
أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم ) أي : مؤلم . قال
ابن عباس :
بعث نوح عليه السلام بعد أربعين سنة ، ولبث يدعو قومه تسعمائة وخمسين سنة ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة ، وكان عمره ألفا وخمسين سنة .
وقال
مقاتل : بعث وهو ابن مائة سنة .
وقيل : بعث وهو ابن خمسين سنة .
وقيل : بعث وهو ابن مائتين وخمسين سنة ، ومكث يدعو قومه تسعمائة وخمسين سنة ، وعاش بعد الطوفان مائتين وخمسين سنة ، فكان عمره ألفا وأربعمائة وخمسين سنة ، قال الله تعالى : "
فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما " ( العنكبوت - 14 ) أي : فلبث فيهم داعيا .