[ ص: 178 ] (
وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ( 41 )
وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ( 42 )
قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ( 43 ) .
(
وقال اركبوا فيها ) أي : وقال لهم
نوح اركبوا فيها أي في السفينة ، (
بسم الله مجراها ومرساها ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص : " مجريها " بفتح الميم أي : جريها " ومرساها " بضمها ، وقرأ
محمد بن محيصن " مجريها ومرساها بفتح الميمين من جرت ورست ، أي " بسم الله جريها ورسوها ، وهما مصدران . وقرأ الآخرون : " مجراها ومرساها " بضم الميمين من أجريت وأرسيت ، أي : بسم الله إجراؤها وإرساؤها وهما أيضا مصدران ، كقوله :
أنزلني منزلا مباركا " ( المؤمنون - 29 ) و "
أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق " ( الإسراء 80 ) والمراد منها : الإنزال والإدخال والإخراج . (
إن ربي لغفور رحيم ) قال
الضحاك : كان
نوح إذا أراد أن تجري السفينة قال : بسم الله ، فجرت ، وإذا أراد أن ترسو قال : بسم الله ، فرست .
(
وهي تجري بهم في موج كالجبال ) والموج ما ارتفع من الماء إذا اشتدت عليه الريح ، شبهه بالجبال في عظمه وارتفاعه على الماء . (
ونادى نوح ابنه )
كنعان ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير :
سام ، وكان كافرا ، (
وكان في معزل ) عنه لم يركب في السفينة (
يا بني اركب معنا ) قرأ
ابن عامر وحمزة وعاصم ويعقوب بإظهار الباء ، والآخرون يدغمونها في الميم ، (
ولا تكن مع الكافرين ) فتهلك .
( قال ) له ابنه ( سآوي ) سأصير وألتجئ ، (
إلى جبل يعصمني من الماء ) يمنعني من الغرق ، ( قال ) له
نوح (
لا عاصم اليوم من أمر الله ) من عذاب الله ، ( إلا من رحم ) قيل : " من " في محل الرفع ، أي لا مانع من عذاب الله إلا الله الراحم . وقيل : " من " في محل النصب ، معناه لا معصوم إلا من رحمه الله ، كقوله : " في عيشة راضية " ( الحاقة - 21 ) أي : مرضية ، (
وحال بينهما الموج فكان ) فصار ، (
من المغرقين (
[ ص: 179 ] وروي أن الماء علا على رءوس الجبال قدر أربعين ذراعا . وقيل : خمسة عشر ذراعا .
وروي أنه لما كثر الماء في السكك خشيت أم لصبي عليه ، وكانت تحبه حبا شديدا ، فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه ، فلما بلغها الماء ارتفعت حتى بلغت ثلثيه ، فلما بلغها ذهبت حتى استوت على الجبل ، فلما بلغ الماء رقبتها رفعت الصبي بيديها حتى ذهب بها الماء ، فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي .