[ ص: 186 ] (
قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير ( 63 )
ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ( 64 )
فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ( 65 ) .
(
قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة ) نبوة وحكمة ، (
فمن ينصرني من الله ) أي : من يمنعني من عذاب الله ، (
إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير ) قال
ابن عباس : معناه : غير بصارة في خسارتكم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل : لم يكن
صالح عليه السلام في خسارة حتى قال : "
فما تزيدونني غير تخسير " ، وإنما المعنى : ما تزيدونني بما تقولون إلا نسبتي إياكم إلى الخسارة .
والتفسيق والتفجير في اللغة هو : النسبة إلى الفسق والفجور ، وكذلك التخسير هو : النسبة إلى الخسران .
( ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية ) نصب على الحال والقطع ، وذلك أن قومه طلبوا منه أن يخرج ناقة عشراء من هذه الصخرة ، وأشاروا إلى صخرة ، فدعا
صالح عليه السلام فخرجت منها ناقة وولدت في الحال ولدا مثلها ، فهذا معنى قوله : (
هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ) من العشب والنبات فليست عليكم مؤنتها ، ( ولا تمسوها بسوء ) ولا تصيبوها بعقر ، ( فيأخذكم ) إن قتلتموها ، (
عذاب قريب ) .
(
فعقروها فقال )
صالح ، ( تمتعوا ) عيشوا ، (
في داركم ) أي : في دياركم ، ( ثلاثة أيام ) ثم تهلكون ، (
ذلك وعد غير مكذوب ) أي : غير كذب .
روي أنه قال لهم : يأتيكم العذاب بعد ثلاثة أيام فتصبحون في اليوم الأول ووجوهكم مصفرة ، وفي اليوم الثاني محمرة ، وفي اليوم الثالث مسودة ، فكان كما قال ، وأتاهم العذاب اليوم الرابع .