[ ص: 209 ] [ ص: 210 ] [ ص: 211 ] [ سورة يوسف ]
( سورة يوسف عليه السلام مكية ) بسم الله الرحمن الرحيم (
الر تلك آيات الكتاب المبين ( 1 )
إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( 2 )
نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ( 3 ) .
(
الر تلك آيات الكتاب المبين ) أي : البين حلاله وحرامه ، وحدوده وأحكامه . قال
قتادة : مبين - والله - بركته وهداه ورشده ، فهذا من بان أي : ظهر .
وقال
الزجاج : مبين الحق من الباطل ، والحلال من الحرام ، فهذا من أبان بمعنى أظهر .
(
إنا أنزلناه ) يعني : الكتاب (
قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) أي : أنزلناه بلغتكم ، لكي تعلموا معانيه ، وتفهموا ما فيه .
(
نحن نقص عليك ) أي : نقرأ عليك (
أحسن القصص ) والقاص هو الذي يتبع الآثار ويأتي بالخبر على وجهه .
معناه : نبين لك أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية أحسن البيان .
[ ص: 212 ]
وقيل : المراد منه : قصة
يوسف عليه السلام خاصة ، سماها أحسن القصص لما فيها من العبر ، والحكم ، والنكت ، والفوائد التي تصلح للدين والدنيا ، من سير الملوك والمماليك ، والعلماء ، ومكر النساء ، والصبر على أذى الأعداء ، وحسن التجاوز عنهم بعد الالتقاء ، وغير ذلك من الفوائد .
قال
خالد بن معدان : سورة
يوسف وسورة
مريم يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة .
وقال
ابن عطاء : لا يسمع سورة
يوسف محزون إلا استراح إليها .
قوله عز وجل : (
بما أوحينا إليك ) " ما " المصدر ، أي : بإيحائنا إليك (
هذا القرآن وإن كنت ) وقد كنت (
من قبله ) أي : [ قبل وحينا ] (
لمن الغافلين ) لمن الساهين عن هذه القصة لا تعلمها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814874أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا ، فأنزل الله عز وجل : ( الله نزل أحسن الحديث ) ( الزمر - 23 ) فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فأنزل الله عز وجل : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) فقالوا : يا رسول الله ، لو ذكرتنا ، فأنزل الله عز وجل ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) ( الحديد - 16 ) .