[ ص: 284 ] (
أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ( 107 )
قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ( 108 ) .
(
أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله ) أي : عقوبة مجللة . قال
مجاهد : عذاب يغشاهم ، نظيره قوله تعالى : "
يوم يغشاهم العذاب من فوقهم " الآية ( العنكبوت - 55 ) . قال
قتادة : وقيعة . وقال
الضحاك : يعني الصواعق والقوارع . (
أو تأتيهم الساعة بغتة ) فجأة ( وهم لا يشعرون ) بقيامها . قال
ابن عباس : تهيج الصيحة بالناس وهم في أسواقهم .
( قل ) يا
محمد ( هذه ) الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها ( سبيلي ) سنتي ومنهاجي . وقال
مقاتل : ديني ، نظيره قوله : (
ادع إلى سبيل ربك ) ( النحل - 125 ) أي : إلى دينه . (
أدعو إلى الله على بصيرة ) على يقين . والبصيرة : هي المعرفة التي تميز بها بين الحق والباطل (
أنا ومن اتبعني ) أي : ومن آمن بي وصدقني أيضا يدعو إلى الله . هذا قول
الكلبي ، وابن زيد قالوا : حق على من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه ، ويذكر بالقرآن .
وقيل : تم الكلام عند قوله : (
أدعو إلى الله ) ثم استأنف : (
على بصيرة أنا ومن اتبعني ) يقول : إني على بصيرة من ربي ، وكل من اتبعني .
قال
ابن عباس : يعني أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقة وأقصد هداية ؛ معدن العلم ، وكنز الإيمان ، وجند الرحمن .
[ ص: 285 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : من كان مستنا فليستن بمن قد مات [ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ] أولئك أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ، وأبرها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه ، [ فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم ] ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم .
قوله تعالى : ( وسبحان الله ) أي : وقل سبحان الله تنزيها له عما أشركوا به . ( وما أنا من المشركين ) .