(
الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ( 8 ) .
قوله تعالى : (
الله يعلم ما تحمل كل أنثى ) من ذكر أو أنثى ، سوي الخلق أو ناقص الخلق ، واحدا أو اثنين أو أكثر (
وما تغيض الأرحام ) أي ما تنقص (
وما تزداد ) .
قال أهل التفسير غيض الأرحام : الحيض على الحمل; فإذا حاضت الحامل كان نقصانا في الولد ، لأن
دم الحيض غذاء الولد في الرحم ، فإذا أهرقت الدم ينقص الغذاء فينتقص الولد ، وإذا لم تحض يزداد الولد ويتم ، فالنقصان نقصان خلقة الولد بخروج الدم ، والزيادة تمام خلقته باستمساك الدم .
وقيل : إذا حاضت ينتقص الغذاء وتزداد مدة الحمل حتى تستكمل تسعة أشهر ظاهرا ، فإن رأت خمسة أيام دما وضعت لتسعة أشهر وخمسة أيام ، فالنقصان في الغذاء ، والزيادة في المدة .
[ ص: 298 ]
وقال
الحسن : غيضها : نقصانها من تسعة أشهر ، والزيادة زيادتها على تسعة أشهر . وقيل النقصان : السقط ، والزيادة : تمام الخلق .
وأقل مدة الحمل : ستة أشهر ، فقد يولد المولود لهذه المدة ويعيش .
واختلفوا في أكثرها : فقال قوم : أكثرها سنتان ، وهو قول
عائشة رضي الله عنها ، وبه قال
أبو حنيفة رحمه الله . وذهب جماعة إلى أن أكثرها أربع سنين ، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله ، قال
حماد بن سلمة . إنما سمي
هرم بن حيان هرما لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين . (
وكل شيء عنده بمقدار ) أي : بتقدير وحد لا يجاوزه ولا يقصر عنه .