(
والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار ( 22 ) .
(
والذين صبروا ) على طاعة الله ، وقال
ابن عباس : على أمر الله عز وجل . وقال
عطاء : على المصائب والنوائب . وقيل : عن الشهوات . وقيل : عن المعاصي .
(
ابتغاء وجه ربهم ) طلب تعظيمه أن يخالفوه .
[ ص: 313 ]
(
وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ) يعني يؤدون الزكاة .
(
ويدرءون بالحسنة السيئة ) روي عن
ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يدفعون بالصالح من العمل السيئ من العمل ، وهو معنى قوله : (
إن الحسنات يذهبن السيئات ) ( هود - 114 ) . وجاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502428إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها ، السر بالسر والعلانية بالعلانية " .
أخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أنبأنا
محمد بن أحمد بن الحارث ، أنبأنا
محمد بن يعقوب الكسائي ، أنبأنا
عبد الله بن محمود ، أنبأنا
إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، عن
ابن لهيعة ، حدثني
يزيد بن أبي حبيب ، حدثنا
أبو الخير ، أنه سمع
عقبة بن عامر رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814900 " إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ، ثم عمل حسنة ، فانفكت عنه حلقة ، ثم عمل أخرى فانفكت أخرى ، حتى يخرج إلى الأرض " .
وقال
ابن كيسان : معنى الآية : يدفعون الذنب بالتوبة .
وقيل : لا يكافئون الشر بالشر ، ولكن يدفعون الشر بالخير .
وقال
القتيبي : معناه : إذا سفه عليهم حلموا ، فالسفه : السيئة ، والحلم : الحسنة .
وقال
قتادة : ردوا عليهم معروفا ، نظيره قوله تعالى : (
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) ( الفرقان - 63 ) .
وقال
الحسن : إذا حرموا أعطوا ، وإذا ظلموا عفوا ، وإذا قطعوا وصلوا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك : هذه ثمان خلال مشيرة إلى ثمانية أبواب الجنة .
(
أولئك لهم عقبى الدار ) يعني الجنة ، أي : عاقبتهم دار الثواب . ثم بين ذلك فقال : ( جنات عدن ) .