(
وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ( 8 )
ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ( 9 ) .
(
وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ) أي : غني عن خلقه ، حميد : محمود في أفعاله ، لأنه فيها متفضل وعادل .
( ألم يأتكم نبأ الذين ) خبر الذين (
من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ) يعني : من كان بعد قوم
نوح ، وعاد ، وثمود .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ثم قال : كذب النسابون .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : بين
إبراهيم وبين
عدنان ثلاثون قرنا لا يعلمهم إلا الله تعالى .
وكان
مالك بن أنس يكره أن ينسب الإنسان نفسه أبا إلى
آدم ، وكذلك في حق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يعلم أولئك الآباء أحد إلا الله عز وجل .
[ ص: 338 ]
( جاءتهم رسلهم بالبينات ) بالدلالات الواضحات (
فردوا أيديهم في أفواههم ) قال
ابن مسعود : عضوا على أيديهم غيظا كما قال (
عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) ( آل عمران - 119 ) .
قال
ابن عباس : لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم .
قال
مجاهد ، وقتادة : كذبوا الرسل وردوا ما جاءوا به ، يقال : رددت قول فلان في فيه أي كذبته .
وقال
الكلبي : يعني أن الأمم ردوا أيديهم في أفواه أنفسهم ، أي : وضعوا الأيدي على الأفواه إشارة إلى الرسل أن اسكتوا .
وقال
مقاتل : فردوا أيديهم على أفواه الرسل يسكتونهم بذلك .
وقيل : الأيدي بمعنى النعم . معناه : ردوا ما لو قبلوا كانت أيادي ونعما في أفواههم ، أي : بأفواههم ، يعني بألسنتهم .
( وقالوا ) يعني الأمم للرسل (
إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ) موجب للريبة موقع للتهمة .