(
ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين ( 10 )
وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ( 11 )
كذلك نسلكه في قلوب المجرمين ( 12 )
لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ( 13 )
ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ( 14 ) .
قوله تعالى : (
ولقد أرسلنا من قبلك ) أي : رسلا (
في شيع الأولين ) أي : في [ الأمم والقرون الماضية ] .
والشيعة : هم القوم المجتمعون المتفقة كلمتهم .
(
وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) كما فعلوا بك ، ذكره تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم .
(
كذلك نسلكه ) أي : كما سلكنا الكفر والتكذيب والاستهزاء بالرسل في قلوب شيع الأولين ، كذلك [ نسلكه : ندخله ] (
في قلوب المجرمين ) يعني :
مشركي مكة قومك . وفيه رد على
القدرية .
( لا يؤمنون به ) يعني : لا يؤمنون
بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن ( وقد خلت ) مضت ( سنة الأولين ) أي : وقائع الله تعالى بالإهلاك فيمن كذب الرسل من الأمم الخالية ، يخوف
أهل مكة .
(
ولو فتحنا عليهم ) يعني : على الذين يقولون لو ما تأتينا بالملائكة (
بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ) أي : فظلت الملائكة يعرجون فيها ، وهم يرونها عيانا ، هذا قول الأكثرين .
[ ص: 371 ]
وقال
الحسن : معناه فظل هؤلاء الكفار يعرجون فيها أي : يصعدون . والأول أصح .