[ ص: 383 ] إن المتقين في جنات وعيون ( 45 )
ادخلوها بسلام آمنين ( 46 )
ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ( 47 )
لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ( 48 )
نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ( 49 )
قوله تعالى :
إن المتقين في جنات وعيون ، أي : في بساتين وأنهار .
{ادخلوها} أي : يقال لهم ادخلوا الجنة ، {بسلام} ، أي : بسلامة ، {آمنين} ، من الموت والخروج والآفات .
{ونزعنا} ، أخرجنا ، ما في صدورهم من غل ، هو الشحناء ، والعداوة ، والحقد ، والحسد ، {إخوانا} ، نصب على الحال ، {على سرر} جمع سرير ، {متقابلين} ، يقابل بعضهم بعضا ، لا ينظر أحد منهم إلى قفا صاحبه .
وفي بعض الأخبار : إن المؤمن في الجنة إذا ود أن يلقى أخاه المؤمن سار سرير كل واحد منهما إلى صاحبه فيلتقيان ويتحدثان .
{لا يمسهم} ، لا يصيبهم ، {فيها نصب} ، أي : تعب ،
وما هم منها بمخرجين ، هذه أنص آية في القرآن على الخلود .
قوله تعالى : نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، قال ابن عباس : يعني لمن تاب منهم .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما على نفر من أصحابه وهم يضحكون ، فقال : " أتضحكون وبين أيديكم النار " ، فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية ، وقال : " يقول لك ربك يا محمد لم تقنط عبادي من رحمتي " .