[ ص: 7 ] سورة النحل
مكية [ مائة وثمان وعشرون آية ] إلا قوله تعالى : (
وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) إلى آخر السورة . بسم الله الرحمن الرحيم
(
أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ( 1 ) )
( أتى ) أي جاء ودنا وقرب ، ( أمر الله ) قال
ابن عرفة : تقول العرب : أتاك الأمر وهو متوقع بعد ، أي : أتى أمر الله وعدا فلا تستعجلوه وقوعا .
( أمر الله ) قال
الكلبي وغيره : المراد منه القيامة .
قال
ابن عباس لما نزل قوله تعالى "
اقتربت الساعة " ( القمر - 1 ) قال الكفار بعضهم لبعض : إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى تنظروا ما هو كائن ، فلما لم ينزل شيء [ قالوا : ما نرى شيئا فنزل قوله "
اقترب للناس حسابهم " ( الأنبياء - 1 ) فأشفقوا ، فلما امتدت الأيام قالوا : يا
محمد ما نرى شيئا مما تخوفنا به ] فأنزل الله تعالى : (
أتى أمر الله ) فوثب
[ ص: 8 ] النبي صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رءوسهم وظنوا أنها قد أتت حقيقة فنزلت (
فلا تستعجلوه ) فاطمأنوا .
والاستعجال : طلب الشيء قبل حينه .
ولما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=814944بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصبعيه ، وإن كادت لتسبقني " .
قال
ابن عباس : كان
بعث النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة ولما مر
جبريل عليه السلام بأهل السموات مبعوثا إلى
محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : الله أكبر قامت الساعة .
وقال قوم : المراد بالأمر هاهنا : عقوبة المكذبين والعذاب بالسيف وذلك أن
النضر بن الحارث قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، فاستعجل العذاب ، فنزلت هذه الآية . وقتل
النضر يوم
بدر صبرا .
(
سبحانه وتعالى عما يشركون ) معناه تعاظم بالأوصاف الحميدة عما يصفه به المشركون .