[ ص: 20 ] (
والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ( 41 )
الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ( 42 ) (
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( 43 ) )
قوله تعالى (
والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا ) عذبوا وأوذوا في الله .
نزلت في
بلال ،
وصهيب ،
وخباب ،
وعمار ،
وعابس ،
وجبر ،
وأبي جندل بن سهيل ، أخذهم المشركون
بمكة فعذبوهم .
وقال
قتادة : هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ظلمهم
أهل مكة ، وأخرجوهم من ديارهم حتى لحق طائفة منهم
بالحبشة ، ثم بوأهم الله
المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة ، وجعل لهم أنصارا من المؤمنين .
(
لنبوئنهم في الدنيا حسنة ) وهو أنه أنزلهم
المدينة .
روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب كان إذا أعطى الرجل [ من
المهاجرين ] عطاء يقول : خذ بارك الله لك فيه ، هذا ما وعدك الله في الدنيا ، وما ادخر لك في الآخرة أفضل ، ثم تلا هذه الآية .
وقيل : معناه لنحسنن إليهم في الدنيا .
وقيل : الحسنة في الدنيا التوفيق والهداية .
(
ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) وقوله : " لو كانوا يعلمون " ، ينصرف إلى المشركين لأن المؤمنين كانوا يعلمونه . ( الذين صبروا ) في الله على ما نابهم ( وعلى ربهم يتوكلون ) (
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ) نزلت في مشركي
مكة حيث أنكروا نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا ، فهلا بعث إلينا ملكا ؟
[ ص: 21 ]
( فاسألوا أهل الذكر ) يعني مؤمني
أهل الكتاب ، ( إن كنتم لا تعلمون )