[ ص: 26 ] (
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ( 61 )
ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار ( 62 ) )
(
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ) فيعاجلهم بالعقوبة على كفرهم وعصيانهم ، (
ما ترك عليها ) أي على الأرض ، كناية عن غير مذكور ، ( من دابة )
قال
قتادة في الآية : قد فعل الله ذلك في زمن
نوح ، فأهلك من على الأرض ، إلا من كان في سفينة
نوح عليه السلام
روي أن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة سمع رجلا يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه ، فقال : بئس ما قلت إن الحبارى تموت في وكرها بظلم الظالم .
وقال
ابن مسعود : إن الجعل لتعذب في جحرها بذنب ابن آدم .
وقيل : معنى الآية : لو يؤاخذ الله آباء الظالمين بظلمهم انقطع النسل ، ولم توجد الأبناء فلم يبق في الأرض أحد .
( ولكن يؤخرهم إلى أجل ) يمهلهم بحلمه إلى أجل ، ( مسمى ) إلى منتهى آجالهم وانقطاع أعمارهم . ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) قوله عز وجل : (
ويجعلون لله ما يكرهون ) لأنفسهم يعني البنات ، ( وتصف ) أي تقول ، (
ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى ) يعني البنين ، محل " أن " نصب بدل عن الكذب .
قال
يمان : يعني ب " الحسنى " : الجنة في المعاد ، إن كان
محمد صادقا في البعث .
( لا جرم ) حقا . قال
ابن عباس : بلى ، (
أن لهم النار ) في الآخرة ، (
وأنهم مفرطون ) قرأ
نافع بكسر الراء أي : مسرفون .
وقرأ
أبو جعفر بتشديد الراء وكسرها أي : مضيعون أمر الله .
وقرأ الآخرون بفتح الراء وتخفيفها أي : منسيون في النار ، قاله
ابن عباس .
[ ص: 27 ]
وقال
سعيد بن جبير : مبعدون .
وقال
مقاتل : متروكون .
قال
قتادة : معجلون إلى النار .
قال
الفراء : مقدمون إلى النار ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=814954أنا فرطكم على الحوض " أي : متقدمكم .