[ ص: 37 ] (
ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون ( 84 )
وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون ( 85 )
وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون ( 86 )
وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون ( 87 ) (
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ( 88 ) )
قوله عز وجل : (
ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ) يعني رسولا (
ثم لا يؤذن للذين كفروا ) في الاعتذار ، وقيل : في الكلام أصلا ( ولا هم يستعتبون ) يسترضون ، يعني : لا يكلفون أن يرضوا ربهم ، لأن الآخرة ليست بدار تكليف ، ولا يرجعون إلى الدنيا فيتوبون . وحقيقة المعنى في الاستعتاب : أنه التعرض لطلب الرضا ، وهذا الباب منسد في الآخرة على الكفار . (
وإذا رأى الذين ظلموا ) كفروا ، ( العذاب ) يعني جهنم ، (
فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون وإذا رأى الذين أشركوا ) يوم القيامة ، ( شركاءهم ) أوثانهم ، (
قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك ) أربابا ونعبدهم ، ( فألقوا ) يعني الأوثان ، (
إليهم القول ) أي : قالوا لهم ، (
إنكم لكاذبون ) في تسميتنا آلهة ما دعوناكم إلى عبادتنا . ( وألقوا ) يعني المشركين (
إلى الله يومئذ السلم ) استسلموا وانقادوا لحكمه فيهم ، ولم تغن عنهم آلهتهم شيئا ، ( وضل ) وزال ، ( عنهم ما كانوا يفترون ) من أنها تشفع لهم . ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) منعوا الناس عن طريق الحق (
زدناهم عذابا فوق العذاب ) قال
عبد الله : عقارب لها أنياب أمثال النخل الطوال .
وقال
سعيد بن جبير : حيات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال ، تلسع إحداهن اللسعة يجد صاحبها حمتها أربعين خريفا .
وقال
ابن عباس ومقاتل : يعني خمسة أنهار من صفر مذاب كالنار تسيل من تحت العرش ، يعذبون بها : ثلاثة على مقدار الليل واثنان على مقدار النهار .
[ ص: 38 ]
وقيل : إنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير ، فيبادرون من شدة الزمهرير إلى النار مستغيثين بها .
وقيل : يضاعف لهم العذاب . (
بما كانوا يفسدون ) في الدنيا بالكفر وصد الناس عن الإيمان .