( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ( سبحان الله : تنزيه الله تعالى من كل سوء ، ووصفه بالبراءة من كل نقص على طريق المبالغة ، ويكون " سبحان " بمعنى التعجب ، " أسرى بعبده " أي : سيره ، وكذلك سرى به ، والعبد هو : محمد صلى الله عليه وسلم .
وقال قوم : عرج به من دار nindex.php?page=showalam&ids=94أم هانئ بنت أبي طالب ومعنى قوله : ( من المسجد الحرام ( [ ص: 58 ] أي : من الحرم .
قال مقاتل : كانت ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ، ويقال : كان في رجب . وقيل : كان في شهر رمضان .
( إلى المسجد الأقصى ( يعني : بيت المقدس ، وسمي أقصى لأنه أبعد المساجد التي تزار . وقيل : لبعده من المسجد الحرام .
( الذي باركنا حوله ( بالأنهار والأشجار والثمار ، وقال مجاهد : سماه مباركا لأنه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة والوحي ، ومنه يحشر الناس يوم القيامة .
( لنريه من آياتنا ( من عجائب قدرتنا ، وقد رأى هناك الأنبياء والآيات الكبرى .
( إنه هو السميع البصير ( ذكر " السميع " لينبه على أنه المجيب لدعائه ، وذكر " البصير " لينبه على أنه الحافظ له في ظلمة الليل .
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول : ما فقد جسد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن الله أسرى بروحه .
والأكثرون على أنه أسري بجسده في اليقظة ، وتواترت الأخبار الصحيحة على ذلك . [ ص: 59 ]
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12070أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا همام بن يحيى ، حدثنا قتادة ( ح ) قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وقال لي خليفة العصفري ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، حدثنا سعيد وهشام . قالا حدثنا قتادة ( ح ) عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، حدثهم عن ليلة أسري به ، ( ح ) قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن يونس عن ابن شهاب عن أنس قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ح ) ، وأخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد [ الفارسي أنبأنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ] بن سفيان ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17080أبو الحسين مسلم بن الحجاج ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16131شيبان بن فروخ ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - دخل حديث بعضهم في بعض - قال أبو ذر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=814967فرج عني سقف بيتي ، وأنا بمكة ، فنزل جبريل ففرج صدري ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغه في صدري ، ثم أطبقه " .
أنبأنا عبد الواحد المليحي حدثنا أحمد بن عبد الله النعيمي حدثنا محمد بن يوسف حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس " ، قال : هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس . قال : والشجرة الملعونة في القرآن قال : هي شجرة الزقوم .
وروى مسلم هذا الحديث مختصرا عن هارون بن سعيد الإيلي عن ابن وهب عن nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال .
قال شيخنا الإمام رضي الله عنه : قد قال بعض أهل الحديث ما وجدنا لمحمد بن إسماعيل ولمسلم في كتابيهما شيئا لا يحتمل مخرجا إلا هذا ، وأحال الأمر فيه إلى nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك بن عبد الله ، وذلك أنه ذكر فيه أن ذلك قبل أن يوحى إليه ، واتفق أهل العلم على أن المعراج كان بعد الوحي بنحو من اثنتي عشرة سنة قبل الهجرة بسنة . [ ص: 65 ]
وفيه أيضا : " أن الجبار دنا فتدلى " . وذكرت عائشة أن الذي دنا فتدلى جبريل عليه السلام .
قال شيخنا الإمام رضي الله عنه : وهذا الاعتراض عندي لا يصح ، لأن هذا كان رؤيا في النوم ، أراه الله عز وجل قبل الوحي بدليل آخر الحديث : قال فاستيقظ وهو في المسجد الحرام ، ثم عرج به في اليقظة بعد الوحي قبل الهجرة بسنة تحقيقا لرؤياه من قبل كما أنه رأى فتح مكة في المنام عام الحديبية سنة ست من الهجرة ، ثم كان تحقيقه سنة ثمان ونزل قوله عز وجل " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " ( الفتح - 27 ) .