[ ص: 81 ] (
ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ( 11 )
وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا ( 12 ) )
وقوله تعالى : (
ويدع الإنسان ( حذف الواو لفظا لاستقبال اللام الساكنة كقوله : "
سندع الزبانية " ( العلق - 18 ) وحذف في الخط أيضا وهي غير محذوفة في المعنى . ومعناه : ويدعو الإنسان على ماله وولده ونفسه ، ( بالشر ( فيقول عند الغضب : اللهم العنه وأهلكه ونحوهما ، (
دعاءه بالخير ( أي : كدعائه ربه [ بالخير ] أن يهب له النعمة والعافية ولو استجاب الله دعاءه على نفسه لهلك ولكن الله لا يستجيب بفضله (
وكان الإنسان عجولا ( بالدعاء على ما يكره أن يستجاب له فيه . قال جماعة من أهل التفسير وقال
ابن عباس : ضجرا لا صبر له على السراء والضراء .
قوله عز وجل ( وجعلنا الليل والنهار آيتين ( أي : علامتين دالتين على وجودنا ووحدانيتنا وقدرتنا (
فمحونا آية الليل ( قال
ابن عباس : جعل الله نور الشمس سبعين جزءا ونور القمر كذلك فمحا من نور القمر تسعة وستين جزءا فجعلها مع نور الشمس .
وحكى أن الله تعالى أمر
جبريل فأمر جناحه على وجه القمر ثلاث مرات فطمس عنه الضوء وبقي فيه النور .
وسأل ابن الكواء
عليا عن السواد الذي في القمر؟ قال : هو أثر المحو .
(
وجعلنا آية النهار مبصرة ( منيرة مضيئة يعني يبصر بها . قال
الكسائي : تقول العرب أبصر النهار إذا أضاء بحيث يبصر بها (
لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب ( أي : لو ترك الله الشمس والقمر كما خلقهما لم يعرف الليل من النهار ولم يدر الصائم متى يفطر ولم يدر وقت الحج ولا وقت حلول الآجال ولا وقت السكون والراحة . (
وكل شيء فصلناه تفصيلا (