[ ص: 82 ] (
وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ( 13 )
اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ( 14 )
من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( 15 ) )
قوله عز وجل ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) قال
ابن عباس : عمله وما قدر عليه فهو ملازمه أينما كان .
وقال
الكلبي ومقاتل : خيره وشره معه لا يفارقه حتى يحاسبه به .
وقال
الحسن : يمنه وشؤمه .
وعن
مجاهد : ما من مولود إلا في عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد .
وقال أهل المعاني : أراد بالطائر ما قضى الله عليه أنه عامله وما هو صائر إليه من سعادة أو شقاوة سمي " طائرا " على عادة العرب فيما كانت تتفاءل وتتشاءم به من سوانح الطير وبوارحها . وقال
أبو عبيدة والقتيبي : أراد بالطائر حظه من الخير والشر من قولهم : طار سهم فلان بكذا وخص العنق من بين سائر الأعضاء لأنه موضع القلائد والأطواق وغيرهما مما يزين أو يشين فجرى كلام العرب بتشبيه الأشياء اللازمة إلى الأعناق .
(
ونخرج له ( يقول الله تعالى : ونحن نخرج (
يوم القيامة كتابا ( وقرأ
الحسن ومجاهد ويعقوب : " ويخرج له " بفتح الياء وضم الراء معناه : ويخرج له الطائر يوم القيامة كتابا . وقرأ
أبو جعفر " يخرج " بالياء وضمها وفتح الراء .
( يلقاه ( قرأ
ابن عامر وأبو جعفر " يلقاه " بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف يعني : يلقى الإنسان ذلك الكتاب أي : يؤتاه وقرأ الباقون بفتح الياء خفيفة أي يراه ( منشورا ( وفي الآثار : إن الله تعالى يأمر الملك بطي الصحيفة إذا تم عمر العبد فلا تنشر إلى يوم القيامة . (
اقرأ كتابك ( أي : يقال له : اقرأ كتابك . قوله تعالى : (
كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ( محاسبا . قال
الحسن : لقد عدل عليك من جعلك حسيب نفسك . قال
قتادة : سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا . (
من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ( لها ثوابه (
ومن ضل فإنما يضل عليها ( لأن عليها عقابه .
(
ولا تزر وازرة وزر أخرى ( أي : لا تحمل حاملة حمل أخرى من الآثام أي : لا يؤخذ أحد بذنب أحد . (
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( إقامة للحجة وقطعا للعذر ، وفيه دليل على أن ما وجب وجب بالسمع لا بالعقل .