[ ص: 84 ] (
وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ( 17 ) (
من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ( 18 )
ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ( 19 )
كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ( 20 ) )
قوله : (
وكم أهلكنا من القرون ( أي : المكذبة (
من بعد نوح ( يخوف كفار
مكة (
وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ( قال
عبد الله بن أبي أوفى : القرن مائة وعشرون سنة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول قرن وكان في آخره
يزيد بن معاوية .
وقيل : مائة سنة . وروي عن
محمد بن القاسم عن
nindex.php?page=hadith&LINKID=814985عبد الله بن بسر المازني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأسه وقال : " سيعيش هذا الغلام قرنا " قال
محمد بن القاسم فما زلنا نعد له حتى تم له مائة سنة ثم مات .
قال
الكلبي : ثمانون سنة . وقيل : أربعون سنة . (
من كان يريد العاجلة ( يعني الدنيا أي : الدار العاجلة ، (
عجلنا له فيها ما نشاء ( من البسط والتقتير (
لمن نريد ( أن نفعل به ذلك أو إهلاكه (
ثم جعلنا له ( في الآخرة (
جهنم يصلاها ( يدخل نارها (
مذموما مدحورا ( مطرودا مبعدا . (
ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها ( عمل عملها ، (
وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ( مقبولا . (
كلا نمد هؤلاء وهؤلاء ( أي : نمد كلا الفريقين من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة (
من عطاء ربك ( أي : يرزقهما جميعا ثم يختلف بهما الحال في المآل (
وما كان عطاء ربك ( رزق ربك ( محظورا ( ممنوعا عن عباده فالمراد من العطاء : العطاء في الدنيا وإلا فلا حظ للكفار في الآخرة .