[ ص: 85 ] (
انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ( 21 )
لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا ( 22 )
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ( 23 ) )
( انظر ( يا
محمد (
كيف فضلنا بعضهم على بعض ( في الرزق والعمل [ الصالح ] يعني : طالب العاجلة وطالب الآخرة ، (
وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا لا تجعل مع الله إلها آخر ) الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره .
وقيل : معناه لا تجعل أيها الإنسان [ مع الله إلها آخر ] (
فتقعد مذموما مخذولا ( مذموما من غير حمد مخذولا من غير نصر . قوله عز وجل (
وقضى ربك ( وأمر ربك قاله
ابن عباس وقتادة والحسن .
قال
الربيع بن أنس : وأوجب ربك .
قال
مجاهد : وأوصى ربك .
وحكي عن
الضحاك بن مزاحم أنه قرأ ووصى ربك . وقال : إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا .
(
ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ( أي : وأمر بالوالدين إحسانا برا بهما وعطفا عليهما .
(
إما يبلغن عندك الكبر ( قرأ
حمزة و الكسائي بالألف على التثنية فعلى هذا قوله : (
أحدهما أو كلاهما ( كلام مستأنف كقوله تعالى : "
ثم عموا وصموا كثير منهم " ( المائدة - 71 ) وقوله : "
وأسروا النجوى الذين ظلموا " ( الأنبياء - 3 ) وقوله : " الذين ظلموا " ابتداء وقرأ الباقون " يبلغن " على التوحيد .
[ ص: 86 ]
(
فلا تقل لهما أف ( فيه ثلاث لغات قرأ
ابن كثير وابن عامر ويعقوب : بفتح الفاء وقرأ
أبو جعفر ونافع وحفص بالكسر والتنوين والباقون بكسر الفاء غير منون ومعناها واحد وهي كلمة كراهية .
قال
أبو عبيدة : أصل التف والأف الوسخ على الأصابع إذا فتلتها .
وقيل : " الأف " : ما يكون في المغابن من الوسخ و " التف " : ما يكون في الأصابع .
وقيل : " الأف " : وسخ الأذن و " التف " وسخ الأظافر .
وقيل : " الأف " : وسخ الظفر و " التف " : ما رفعته بيدك من الأرض من شيء حقير .
(
ولا تنهرهما ( ولا تزجرهما .
(
وقل لهما قولا كريما ( حسنا جميلا لينا قال
ابن المسيب : كقول العبد المذنب للسيد الفظ .
وقال
مجاهد : لا تسميهما ولا تكنهما وقل : يا أبتاه [ يا أماه ] .
وقال
مجاهد في هذه الآية أيضا : إذا بلغا عندك من الكبر ما يبولان فلا تتقذرهما ولا تقل لهما أف حين تميط عنهما الخلاء والبول كما كانا يميطانه عنك صغيرا .