[ ص: 89 ] (
وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ( 26 )
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ( 27 ) (
وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ( 28 ) )
قوله تعالى : (
وآت ذا القربى حقه ( يعني صلة الرحم وأراد به : قرابة الإنسان وعليه الأكثرون .
عن
علي بن الحسين : أراد به قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم .
(
والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ( أي : لا تنفق مالك في المعصية .
وقال
مجاهد : لو أنفق الإنسان ماله كله في الحق ما كان تبذيرا ولو أنفق مدا في باطل كان تبذيرا .
وسئل
ابن مسعود عن التبذير فقال : إنفاق المال في غير حقه .
قال
شعبة : كنت أمشي مع
أبي إسحاق في طريق
الكوفة فأتى على باب دار بني بجص وآجر فقال : هذا التبذير .
وفي قول
عبد الله : إنفاق المال في غير حقه . (
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ( أي : أولياؤهم والعرب تقول لكل ملازم سنة قوم هو أخوهم (
وكان الشيطان لربه كفورا ( جحودا لنعمه . (
وإما تعرضن عنهم ( نزلت في
مهجع وبلال وصهيب وسالم وخباب كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم في الأحايين ما يحتاجون إليه ولا يجد فيعرض عنهم حياء منهم ويمسك عن القول فنزل (
وإما تعرضن عنهم ( وإن تعرض عن هؤلاء الذين أمرتك أن تؤتيهم (
ابتغاء رحمة من ربك ترجوها ( انتظار رزق من الله ترجوه أن يأتيك (
فقل لهم قولا ميسورا ( لينا وهي العدة أي : عدهم وعدا جميلا وقيل : القول الميسور أن تقول : يرزقنا الله وإياك .