( فتاب عليكم ) تجاوز عنكم ( وعفا عنكم ) محا ذنوبكم (
فالآن باشروهن ) جامعوهن حلالا سميت المجامعة مباشرة لتلاصق بشرة كل واحد منهم لصاحبه (
وابتغوا ما كتب الله لكم ) أي فاطلبوا ما قضى الله لكم وقيل ما كتب الله لكم في اللوح المحفوظ يعني الولد قاله أكثر المفسرين قال
مجاهد : ابتغوا الولد إن لم تلد هذه فهذه وقال
قتادة : وابتغوا الرخصة التي كتب الله لكم بإباحة
الأكل والشرب والجماع في اللوح المحفوظ وقال
معاذ بن جبل : وابتغوا ما كتب الله لكم يعني ليلة القدر
قوله : (
وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض ) نزلت في رجل من الأنصار اسمه
أبو صرمة بن قيس بن صرمة ، وقال
عكرمة :
أبو قيس بن صرمة وقال الكلبي : أبو قيس صرمة بن أنس بن أبي صرمة وذلك أنه ظل نهاره يعمل في أرض له وهو صائم فلما أمسى رجع إلى أهله بتمر وقال لأهله قدمي الطعام فأرادت المرأة أن تطعمه شيئا سخينا فأخذت تعمل له سخينة وكان في الابتداء من صلى العشاء ونام حرم عليه الطعام والشراب فلما فرغت من طعامه إذ هي به قد نام وكان قد أعيا وكل ، فأيقظته فكره أن يعصي الله ورسوله فأبى أن يأكل فأصبح صائما مجهودا فلم ينتصف النهار حتى [ ص: 208 ] غشي عليه فلما أفاق أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا قيس ما لك أمسيت طليحا فذكر له ما له فاغتم لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل ( وكلوا واشربوا ) يعني في ليالي الصوم (
حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) يعني بياض النهار من سواد الليل سميا خيطين لأن كل واحد منهما يبدو في الابتداء ممتدا كالخيط
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا
محمد بن يوسف أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم أخبرنا
أبو غسان محمد بن مطرف ثنا
أبو حازم عن
سهل بن سعد قال أنزلت (
وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) ولم ينزل قوله : (
من الفجر ) فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله تعالى بعده (
من الفجر ) فعلموا إنما يعني بهما الليل والنهار
أخبرنا
عبد الواحد المليحي أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا
محمد بن يوسف أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل أخبرنا
الحجاج بن منهال أخبرنا
هشيم أخبرنا
حصين بن عبد الرحمن عن
الشعبي nindex.php?page=hadith&LINKID=3502202عن عدي بن حاتم قال لما نزلت ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر إليهما وإلى الليل فلا يستبين لي فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار " .
أخبرنا
أبو الحسن السرخسي أخبرنا
زاهر بن أحمد أخبرنا
أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا
أبو مصعب عن
مالك عن
ابن شهاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502203إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم " قال كان
nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له أصبحت أصبحت واعلم أن
الفجر فجران كاذب وصادق فالكاذب يطلع أولا مستطيلا كذنب السرحان يصعد إلى السماء فبطلوعه لا يخرج الليل ولا يحرم الطعام والشراب على الصائم ثم يغيب فيطلع بعده الفجر الصادق مستطيرا ينتشر سريعا في الأفق فبطلوعه يدخل النهار ويحرم الطعام والشراب على الصائم
[ ص: 209 ]
أخبرنا
أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي أخبرنا
أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي أخبرنا
أبو العباس المحبوبي أخبرنا
أبو عيسى الترمذي أخبرنا
هناد ويوسف بن عيسى قالا أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن
أبي هلال عن
سوادة بن حنظلة عن
سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502204لا يمنعكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل ولكن الفجر المستطير في الأفق " .
قوله تعالى : (
ثم أتموا الصيام إلى الليل ) فالصائم يحرم عليه الطعام والشراب بطلوع الفجر الصادق ويمتد إلى غروب الشمس فإذا غربت حصل الفطر
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا
محمد بن يوسف أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي أخبرنا
سفيان أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة قال : سمعت أبي يقول سمعت
عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502205إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم " .
قوله تعالى : (
ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) [ وقد نويتم الاعتكاف في المساجد وليس المراد عن مباشرتهن في المساجد لأن ذلك ممنوع منه في غير الاعتكاف والعكوف هو الإقامة على الشيء
والاعتكاف في الشرع هو الإقامة في المسجد على عبادة الله وهو سنة ولا يجوز في غير المسجد ويجوز في جميع المساجد
أخبرنا
عبد الواحد المليحي أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا
محمد بن يوسف أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل أخبرنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا
الليث عن
عقيل عن
ابن شهاب عن
عروة بن الزبير عن
عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502206أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ثم اعتكف أزواجه من بعده " والآية نزلت في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعتكفون في المسجد فإذا عرضت للرجل منهم الحاجة إلى أهله خرج إليها فجامعها ثم اغتسل فرجع إلى المسجد فنهوا عن ذلك ليلا ونهارا حتى يفرغوا من اعتكافهم فالجماع حرام في حال الاعتكاف ويفسد
[ ص: 210 ] به الاعتكاف أما
ما دون الجماع من المباشرات كالقبلة واللمس بالشهوة فمكروه ولا يفسد به الاعتكاف عند أكثر أهل العلم وهو أظهر قولي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي كما لا يبطل به الحج وقالت طائفة يبطل بها اعتكافه وهو قول
مالك وقيل إن أنزل بطل اعتكافه وإن لم ينزل فلا كالصوم ، وأما
اللمس الذي لا يقصد به التلذذ فلا يفسد به الاعتكاف لما أخبرنا
أبو الحسن السرخسي أخبرنا
زاهر بن أحمد أخبرنا
أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا
أبو مصعب عن
مالك عن
ابن شهاب عن
عروة بن الزبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16693عمرة بنت عبد الرحمن عن
عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502207كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف أدنى إلي رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان " .
قوله تعالى : (
تلك حدود الله ) يعني تلك الأحكام التي ذكرها في الصيام والاعتكاف حدود الله أي ما منع الله عنها قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : شروط الله وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب : فرائض الله وأصل الحد في اللغة المنع ومنه يقال للبواب حداد لأنه يمنع الناس من الدخول وحدود الله ما منع الناس من مخالفتها (
فلا تقربوها ) فلا تأتوها ( كذلك ) هكذا (
يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون ) لكي يتقوها فينجوا من العذاب