[ ص: 141 ] [ ص: 142 ] [ ص: 143 ] سورة الكهف
مائة وعشر آيات وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم
(
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ( 1 )
قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ( 2 ) )
(
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ) أثنى الله على نفسه بإنعامه على خلقه وخص رسوله صلى الله عليه وسلم بالذكر لأن إنزال القرآن عليه كان نعمة عليه على الخصوص وعلى سائر الناس على العموم (
ولم يجعل له عوجا ) ( قيما ) فيه تقديم وتأخير معناه : أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا " قيما " أي : مستقيما . قال
ابن عباس : عدلا . وقال
الفراء : قيما على الكتب كلها أي : مصدقا لها ناسخا لشرائعها .
وقال
قتادة : ليس على التقديم والتأخير بل معناه : أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ولكن جعله قيما ولم يكن مختلفا على ما قال الله تعالى : "
ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " ( النساء - 82 ) .
وقيل : معناه لم يجعله مخلوقا وروي عن
ابن عباس في قوله : "
قرآنا عربيا غير ذي عوج " ( الزمر - 28 ) أي : غير مخلوق .
(
لينذر بأسا شديدا ) أي : لينذر ببأس شديد ( من لدنه ) أي : من عنده (
ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ) أي : الجنة .