[ ص: 144 ] (
ماكثين فيه أبدا ( 3 )
وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ( 4 ) (
ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ( 5 )
فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ( 6 )
إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ( 7 )
وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ( 8 )
أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ( 9 ) )
(
ماكثين فيه أبدا ) أي : مقيمين فيه . (
وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ) . (
ما لهم به من علم ولا لآبائهم ) أي : قالوه عن جهل لا عن علم ( كبرت ) أي : عظمت ( كلمة ) نصب على التمييز يقال تقديره : كبرت الكلمة كلمة وقيل : من كلمة فحذف " من " فانتصب (
تخرج من أفواههم ) أي : تظهر من أفواههم (
إن يقولون ) ما يقولون (
إلا كذبا فلعلك باخع نفسك على آثارهم ) من بعدهم (
إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ) أي : القرآن ( أسفا ) أي حزنا وقيل غضبا . (
إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها ) فإن قيل : أي زينة في الحيات والعقارب والشياطين؟
قيل : فيها زينة على معنى أنها تدل على وحدانية الله تعالى .
وقال
مجاهد : أراد به الرجال خاصة وهم زينة الأرض . وقيل : أراد بهم العلماء والصلحاء وقيل : الزينة بالنبات والأشجار والأنهار كما قال : "
حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت " ( يونس - 24 ) .
( لنبلوهم ) لنختبرهم (
أيهم أحسن عملا ) أي : أصلح عملا . وقيل : أيهم أترك للدنيا . (
وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) فالصعيد وجه الأرض . وقيل : هو التراب " جرزا " يابسا أملس لا ينبت شيئا . يقال : جرزت الأرض إذا أكل نباتها . قوله تعالى : (
أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) يعني : أظننت يا
محمد أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا أي : هم عجب من آياتنا .
وقيل : معناه إنهم ليسوا بأعجب من آياتنا فإن ما خلقت من السموات والأرض وما فيهن من العجائب أعجب منهم .
[ ص: 145 ]
و " الكهف " : هو الغار في الجبل واختلفوا في " الرقيم " : قال
سعيد بن جبير : هو لوح كتب فيه أسماء أصحاب الكهف وقصصهم - وهذا أظهر الأقاويل - ثم وضعوه على باب الكهف وكان اللوح من رصاص وقيل : من حجارة فعلى هذا يكون الرقيم بمعنى المرقوم أي : المكتوب والرقم : الكتابة .
وحكي عن
ابن عباس أنه اسم للوادي الذي فيه أصحاب الكهف وعلى هذا هو من رقمة الوادي وهو جانبه .
وقال
كعب الأحبار : هو اسم للقرية التي خرج منها أصحاب الكهف .
وقيل : اسم للجبل الذي فيه الكهف .