[ ص: 156 ] (
نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ( 13 )
وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ( 14 )
هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ( 15 ) (
وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ( 16 ) )
( نحن نقص عليك ) [ نقرأ عليك ] ( نبأهم ) خبر أصحاب الكهف ( بالحق ) بالصدق ( إنهم فتية ) شبان (
آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) إيمانا وبصيرة . ( وربطنا ) شددنا ( على قلوبهم ) بالصبر والتثبيت وقويناهم بنور الإيمان حتى صبروا على هجران دار قومهم ومفارقة ما كانوا فيه من العز وخصب العيش وفروا بدينهم إلى الكهف (
إذ قاموا ) بين يدي
دقيانوس حين عاتبهم على ترك عبادة الصنم (
فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها ) قالوا ذلك لأن قومهم كانوا يعبدون الأوثان (
لقد قلنا إذا شططا ) يعني : إن دعونا غير الله لقد قلنا إذا شططا ، قال
ابن عباس : جورا . وقال
قتادة : كذبا . وأصل الشطط والإشطاط مجاوزة القدر والإفراط . (
هؤلاء قومنا ) يعني : أهل بلدهم ( اتخذوا من دونه ) أي من دون الله ( آلهة ) يعني : الأصنام يعبدونها ( لولا ) أي : هلا (
يأتون عليهم ) أي : على عبادتهم (
بسلطان بين ) بحجة واضحة تبين وتوضح أن الأصنام لا تستحق العبادة من دون الله ] ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) وزعم أن له شريكا وولدا . ثم قال بعضهم لبعض : (
وإذ اعتزلتموهم ) يعني قومهم (
وما يعبدون إلا الله ) قرأ
ابن مسعود " وما يعبدون من دون الله " وأما القراءة المعروفة فمعناها أنهم كانوا يعبدون الله ويعبدون
[ ص: 157 ] معه الأوثان يقولون : وإذ : اعتزلتموهم وجميع ما يعبدون إلا الله فإنكم لم تعتزلوا عبادته (
فأووا إلى الكهف ) فالجأوا إليه (
ينشر لكم ) يبسط لكم (
ربكم من رحمته ويهيئ لكم ) يسهل لكم (
من أمركم مرفقا ) أي : ما يعود إليه يسركم ورفقكم قرأ
أبو جعفر ونافع وابن عامر " مرفقا " بفتح الميم وكسر الفاء وقرأ الآخرون بكسر الميم وفتح الفاء ومعناهما واحد ، وهو ما يرتفق به الإنسان .