[ ص: 524 ] قوله ( باب من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد أو ماشية ) يقال اقتنى الشيء إذا اتخذه للادخار ، ذكر فيه حديث ابن عمر في ذلك من ثلاثة طرق عنه ، ووقع في الرواية الأولى " ليس بكلب ماشية أو ضارية " وفي الثانية " إلا كلبا ضاريا لصيد أو كلب ماشية " وفي الثالثة " إلا كلب ماشية أو ضاريا " فالرواية الثانية تفسر الأولى والثالثة ، فالأولى إما للاستعارة على أن ضاريا صفة للجماعة الضارين أصحاب الكلاب المعتادة الضارية على الصيد ، يقال ضرا على الصيد ضراوة أي تعود ذلك واستمر عليه ، وضرا الكلب وأضراه صاحبه أي عوده وأغراه بالصيد ، والجمع ضوار ، وإما للتناسب للفظ ماشية مثل لا دريت ولا تليت والأصل تلوت ، والرواية الثالثة فيها حذف تقديره أو كلبا ضاريا .
ووقع في الرواية الثانية في غير رواية أبي ذر " إلا كلب ضاري " بالإضافة وهو من إضافة الموصوف إلى صفته ، أو لفظ ضاري صفة للرجل الصائد أي إلا كلب رجل معتاد للصيد ، وثبوت الياء في الاسم المنقوص مع حذف الألف واللام منه لغة . وقد أورد المصنف حديث الباب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في المزارعة وفي بدء الخلق ، وأورده فيهما أيضا من حديث سفيان بن أبي زهير ، وتقدم شرح المتن مستوفى في كتاب المزارعة ، وفيه التنبيه على زيادة nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وسفيان بن أبي زهير في الحديث " أو كلب زرع " ، وفي لفظ " حرث " وكذا وقعت الزيادة في حديث عبد الله بن مغفل عند الترمذي .